إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مشروع الحاخام صموئيل هلل ازاكس كما جاء فى كتاب "الحدود الحقيقية للأرض المقدسة"
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج1، ص 219 - 227"

(أ)

مؤتمرات السلام الدولية، والتى قد تتخطى مرحلتها التجريبية الحالية وتنتقل الى تحقيق غرضها على الصعيد العملى.

(ب)

الروح السائدة، فى تحريكها للتغييرات من السطلة الفردية المطلقة والاستبدادية الى الحكم الدستورى. فحين تتوطد دعائم هاتين الحركتين - حركة السلام العالمى والحكومة الدستورية - يتوقع الحاخام سيادة العدالة، والحرية والتساهل.

(جـ)

الاهتمام المتزايد والناشط بالأرض المقدسة، تمثله وتشهد عليه الاسكتشافات الاخيرة هناك. اذ يعود الفضل اليها فى "فتح آفاق البلاد أمام ناظرينا واقامة المجال أمامنا لاقتفاء آثار حدودها التى مضى عليها حوالى ألفى سنة وهى دفينة وخبيئة".

         غير أن الحاخام ايزاكس لا يكتفى بالدلائل الثلاثة التى أوردها لتبرير النبوءة المتوقعة التحقيق. بل يضيف اليها دليله الرابع على صورة "المسألة اليهودية" التى ازدادت خطورتها، و"الحركة الصهيونية" التى اصبحت قوة لايستهان بها ومازالت فى نمو مستمر. ويبدو له من خلال الاصل المعاصر لهذه الدلائل ان القصد منها هو التحامها وأندماجها لتعطى نتائج عظيمة وحسنة. فيسارع الى التعبير عن أمنية الصهيونيين التى سبق لماكس نوردو أن تحدث عنها: الاعتراف بالصهيونيين كهيئة تمثل يهود العالم والسماح لهم بعرض المسألة اليهودية والمطالب التى يريدونها أماما مؤتمر صلح فى المستقبل، على أمل التوصل إلى حل يرضيهم.

المنحة المخفضة وميراث المستقبل:

         تقول ابنة الحاخام ايزاكسى في التوطئة التى صدرت بها الطبعة الأولى لكتاب والدها بأن المؤلف أعرب عن رغبته قبل وفاته بنشر نتائج أبحاثه فى حقل "الحدود الحقة" لاسرائيل الكبرى قبل انعقاد المؤتمر اليهودى الامريكى لكى يتسنى للمعنيين بالموضوع الاطلاع على نتائج تلك الأبحاث.

         ان الحدود التى يضعها ايزاكس فى ضوء أبحاثه ومكتشفاته هى نفسها المستمدة من سفر العدد 34: 1 - 12. فما هى تلك التخوم؟ التى وردت كتابة فى نصوص العهد القديم من الكتاب المقدس. وجاءت ابنته فى مقدمتها للطبعة الثانية (شباط فبراير1919) لتنبه القارىء بأن النص الذى يورده سفر العدد أعلاه يدل فقط على الرقعة الصغرى التى أعطاها الرب ميراثا لبنى اسرائيل، وعقد الحاخام ايزاكس آماله على رجوع اليهود اليها. كما أنها وجدت من اللازم اعطاءنا التأكيد التالى:

         "لكن هذا لا يعنى بأن مطلبه في الوطن يجب أن يبقى محصورا ضمن هذه الحدود، بل على العكس من ذلك، فان مؤلفنا يصرح بقوله أن "وعود الله المشروطة لا تلغى أبدا، بل يحتفط بها لكى تتحقق .. فى زمن مستقبل".

         ومن هنا تفتق ذهن الحاخام عن رسم صورة لتلك الحدود القصوى التى تتعدى مايدعوه بـ "المنحة المخفضة" لاسرائيل الكبرى. وهى التى يطلق عليها تسمية "المنحة المشروطة" Provisional Grants بعد استناده إلى الشرط (Proviso) المتضمن فى سفر التثنية 11: 22 ("لأنه اذا حفظتم جميع هذه الوصايا التى أنا أوصيكم بها لتعملوها، لتحبوا الرب الهكم وتسلكوا في جميع طرقه وتلتصقوا به").

<2>