إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) التقرير السياسي الأساسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 653 - 671"

العربية "وإلا تحول هذا الشعار - كما تحول طيلة فترة الخمسة عشر شهرا الماضية - إلى شعار ديماغوجي تضليلي، تمارس عبره المقاومة اسدال ستار من الصمت تجاه احتمالات "التسوية السياسية" الجارية، وتصفية قضية فلسطين، بقرار مجلس الأمن.

ثانيا - مسألة الوحدة الوطنية الفلسطينية:

         وقعت حركة المقاومة بكافة فصائلها (بما فيها الجبهة الشعبية) في خطأ أساسي تجاه "مسألة الوحدة الوطنية الفلسطينية" سواء في المواقف النظرية أو في الممارسات العملية اليومية. وفي ظل سيادة أيديولوجية ونظريات اليمين الرجعي الفلسطيني في كافة أوساط وصفوف حركة المقاومة لم يتمكن أي فريق من فرقاء حركة المقاومة ان يطل على الرؤيا الوطنية الأساسية حول هذه المسألة - مسألة الوحدة الوطنية - وكما فشلت حركة المقاومة - بكافة فصائلها - في وضع شعار "علاقات حركة المقاومة الفلسطينية بالأوضاع العربية" في موضعه الوطني والقومي الصحيح، فقد فشلت فشلا مطلقا في وضع شعار "الوحدة الوطنية الفلسطينية" في موضعه الصحيح، وغرقت كليا - منذ حزيران (يونيو) وحتى الآن - في سلسلة من الممارسات المناقضة لمصلحة حركة المقاومة، والمتعاكسة مع اكسابها محتوى وطنيا جذريا معاديا لكل أعداء الشعب الفلسطيني وحركة التحرر الوطني الفلسطينية. وترجمت حركة المقاومة شعار "الوحدة الوطنية" - بالممارسة والنتائج - في صالح الإطارات الطبقية والسياسية الرجعية التي حكمت على نفسها، وعبر تاريخها السياسي الطويل، بالتخلي عن حركة التحرر الوطني الفلسطينية والانتفاضات الشعبية الفلسطينية، ولم تقف هذه الإطارات والقيادات الطبقية الرجعية عند حدود التخلي عن حركة التحرر للفلسطينية، بل انحازت تاريخيا إلى معسكر الثورة المضادة، واتخذت مواقف تنسجم مع مصالحها الطبقية والسياسية، وهي مواقف ذات طبيعة خيانية في آخر التحليل.

         أن حركة المقاومة - بحكم أزمتها التكوينية، الأيديولوجية والطبقية والسياسية "وهذا ما سنتطرق إليه بعد قليل" - لم تتمكن من وضع تجربة حركة التحرر الوطني الفلسطينية الحديثة موضع المحاكمة النقدية الملموسة لتكشف عن المواقع السياسية والطبقية والوطنية لكل طبقة من طبقات المجتمع الفلسطيني ولكل اطار من اطاراته القيادية على امتداد الخمسين عاما الأخيرة. كل هذه العملية النقدية الملموسة لتتعرف حركة المقاومة - في كل أو بعض فصائلها - على القوانين الأساسية، الطبقية والأيديولوجية والسياسية لحركة التحرر الوطني في البلدان المتخلفة عموما في هذا العصر - عصر الاستعمار والامبريالية، وحركة التحرر الوطني الفلسطينية خصوصا.

         ان حركة المقاومة، قفزت عن حقائق التاريخ الفلسطيني المعاصر، في فهمها وممارستها لقضايا "الوحدة الوطنية"، وانساقت وراء ممارسات خاطئة ورجعية "لقضايا الوحدة الوطنية" ، وأدت هذه المحاولات إلى "وضع الإطارات والقيادات الطبقية الرجعية على رأس حركة المقاومة"، وهي ذات الإطارات والقيادات التي قادت حركة التحرر الوطني الفلسطينية والثورة الوطنية إلى الفشل على امتداد تاريخ فلسطين الحديث. ففي الوقت الذي يقاتل فيه أبناء الطبقات الثورية من عمال وفلاحين فقراء ومثقفين ثوريين من أجل تحرير الوطن ورفض الاحتلال الصهيوني، جاءت قيادات حركة المقاومة لتكرس، على رأس القيادة السياسية لحركة المقاومة، اطارات اقطاعية ورأسمالية مترفة لا علاقة لها بالكفاح المسلح على امتداد تاريخ فلسطين الحديث. لقد فهمت حركة المقاومة شعار "الوحدة الوطنية" بشكل معكوس، وجعلته واقفا على رأسه بدلا من الوقوف على رجليه. ومن هنا تشكلت "الوحدة الوطنية" في ظل قيادة العناصر الإقطاعية، والصيارفة المليونيرية من أصحاب البنوك، وكبار التجار، وعتاة الرجعية الفلسطينية بدءا من المشاركة "بالتجمع الوطني الأردني" الذي احتوى كل رموز الرجعية الفلسطينية والأردنية التي ذاق شعبنا الويلات على يديها، وانتهاء بالمجلس "الوطني" الفلسطيني الذي جمع كل ممثلي الرجعية الفلسطينية وعلى رأسها شلة المليونيرية من أصحاب البنوك وكبار المقاولين التي اشترطت ان تكون على رأس المجلس الوطني، بينما شكلت حركة المقاومة ذراعها الأيمن والأيسر (فتح، والجبهة الشعبية).

         ان المسألة المطروحة ليست في الأخذ بشعار

<12>