إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) التقرير السياسي الأساسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
المصدر: "لوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 653 - 671"

         لقد انتهت حركة المقاومة الى النتائج الأساسية التالية:
         1 - في النظرية والممارسة، وقعت كافة فصائل المقاومة (ومن ضمنها الجبهة الشعبية). أسيرة أيديولوجية اليمين الرجعي الفلسطيني والعربي. ومن هنا فقد أسهمت، اسهاما فعالا، في طمس التناقضات الطبقية والأيديولوجية والسياسية، الفلسطينية والعربية، التي قادت شعب فلسطين وشعوب الأمة العربية الى الهزيمة على يد الأنظمة الحاكمة والمتحكمة في المنطقة والتي وضعت الجماهير والطبقات الأكثر ثورية وجذرية في المجتمع بعيدا عن المسؤولية أو حتى المشاركة فيها، وأبقت هذه القوى الثورية في مقاعد المتفرجين على المعركة بين الجيوش قبل الهزيمة وبعدها.

         ان حركة المقاومة بحكم سقوطها بيد ايديولوجية اليمين الرجعي، الواقف وراء ممارسات يومية (فكرية وسياسية) خاطئة بل ومتناقضة مع دروس تجربة حزيران (يونيو) 67، ونكبة 48، وتجربة ثورة 36. وبدلا من أن تحاكم وتنقد علنا العوامل والمقدمات الأساسية لنكبة 48، وهزيمة 67 حتى تتلمس الجماهير الفلسطينية والعربية طريقها الجذري لفتح جبهة عريضة مع الامبريالية وإسرائيل، وكل القوى العربية المتحالفة مع الاستعمار، والمضادة لحركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية. بدلا عن هذه السياسة الوطنية التي تفترضها دروس الهزيمة، غرقت في سلسلة شعارات ديماغوجية تتستر وتتسلح بها قوى اليمين الرجعي وأنظمة الهزيمة في المنطقة كشعار (عدم التدخل بالأوضاع العربية) (الوحدة الوطنية الفلسطينية) (لا يمين ولا يسار في مرحلة التحرر الوطني) لتمارس هذه الشعارات بالسياسات اليومية لحركة المقاومة، وفق مضامين في صالح قوى وأنظمة الهزيمة، لا في صالح قوى التحرر والخلاص الوطني الفلسطيني والعربي، ويوميا بالنتيجة الملموسة فشلت حركة المقاومة فشلا مطلقا في تعرية ومحاكمة وكشف عوامل ومقدمات نكبة 48 وهزيمة 67، فكريا وطبقيا وسياسيا، وساهمت في طمس التناقضات القائمة والتي أدت إلى هزيمة حزيران (يونيو)، ليكون الرابح أنظمة الهزيمة والدول العربية المتحالفة مع الاستعمار ضد تحرر وتقدم شعوبها، وليكون الخاسر، يوميا، وفي النتيجة قوى التحرر الوطني الفلسطينية والعربية.

         2 - وقد تحولت حركة المقاومة بحكم ممارساتها الجارية الى ورقة تكتيكية ضاغطة، بيد الأوضاع العربية الحاكمة، ورقة تكتيكية، على جماهير الأقطار العربية لوضعها من جديد في مقاعد المتفرجين والمنتظري الفرج من بعيد، كل هذا باسم حركة المقاومة الفلسطينية التي تقاتل على "أرض المعركة" والذي علينا - أي على الأنظمة العربية - أن ندعمها بالمال والسلاح. هذا البديل عن تسليح الشعب وتنظيمه في كتائب الميليشيا الشعبية وتأهيله ايديولوجيا وسياسيا واقتصاديا لمعركة صدام عريضة مع "إسرائيل ومن هم وراء اسرائيل" على امتداد الأرض الفلسطينية والعربية لشن حرب تحرير شعبية، طويلة الأمد، معتمدة على النفس في مقابل استراتيجية العدو القائمة على الحرب الخاطفة والانتصار - الخاطف.

         هذا أولا، وورقة تكتيكية ضاغطة ثانيا على الامبرياليبن وإسرائيل في سبيل الوصول الى "تسوية سياسية" يقل فيها حجم التنازلات التي تطلبها الإمبريالية وإسرائيل ثمنا للانسحاب من الأرض الفلسطينية والعربية المحتلة بعد 5 حزيران (يونيو) 67 وطبقا لقرار مجلس الأمن التصفوي الصادر في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 67.

         3 - في ظل هذه السياسات الخاطئة، والشعارات الديماغوجية لحركة المقاومة، بقيت الجماهير الفلسطينية والعربية عزلاء من الأسلحة الايديولوجية السياسية والمادية لحماية حركة المقاومة وتطويرها في مواجهة احتمالات "التسوية السياسية" والتي تشكل مسألة "تصفية حركة المقاومة جزءا لا يتجزأ من أية تسوية سياسية مطروحة".

         ان حركة المقاومة بالتزامها الصمت تجاه دروس 1948، 1967، وهروبها من الوقفة النقدية الوطنية المطلوبة تجاه الظروف الذاتية، والموضوعية للأوضاع الفلسطينية والعربية التي اعطت الهزيمة، ان هذه المواقف جردت الجماهير من الأسلحة الفكرية والسياسية التي تناضل بها لحماية حركة المقاومة ودفع البلاد على طريق حرب التحرير الشعبية، الطويلة الأمد، المعتمدة على النفس كما ان حركة المقاومة بالتزامها الصمت وعدم طرحها برنامج حرب التحرير

<15>