إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) التقرير السياسي الأساسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 653 - 671"

تصريحات مطمئنة لاسرائيل "باعتبارها احدى الحقائق في الشرق الأوسط".

        ونظرة علمية على قرار مجلس الأمن الصادر في تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1967، تثبت أن تنفيذه والقبول به، معناه دخول القضية الفلسطينية في "مرحلة التصفية". فقرار مجلس الأمن هو في حد ذاته مؤامرة امبريالية لتصفية قضية فلسطين، ان القرار ينص:

  • حق كل دولة من دول الشرق الأوسط في الحياة في ظل "حدود آمنة".
  • "اعتراف" كل دولة من دول الشرق الأوسط بحق غيرها في الحياة.
  • حق المرور "البريء" في الممرات المائية لجميع دول المنطقة بلا استثناء.
  • ايجاد حل "عادل" لمشكلة اللاجئين.

        بهذا يضع قرار مجلس الأمن القضية الفلسطينية في مأزق تاريخي صارم، يقود بالضرورة وبالنتيجة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

        ان المسألة المطروحة على الأنظمة العربية القائمة، وعلى حركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية هي ليست مسألة الخوض في عملية جدل حول قرار مجلس الأمن، وماذا يعطي للعرب، وماذا يعطي لإسرائيل؟

        وهي ليست كذلك في مناقشة الموقف العربي، وهل هو موقف تكتيكي أم لا؟

        أن المسألة المطروحة هي في طبيعة البرنامج الاقتصادي والسياسي والعسكري والأيديولوجي الذي تأخذ به الأنظمة العربية وحركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية، وهل يؤدي هذا البرنامج إلى امكانات تصفية آثار عدوان حزيران (يونيو) لتحرير سيناء والضفة الغربية ومرتفعات الجولان كخطوة على طريق حرب طويلة الأمد لتحرير فلسطين وتصفية "الكيان الإسرائيلي العنصري العدواني"؟

        ان طرح المسألة في اطارها الصحيح ضرورة وطنية، لمحاصرة منظري اليمين الرجعي الفلسطيني الذي يدفع على طريق "تصورات وهمية" تعزل حركة المقاومة الفلسطينية عما يجري في المنطقة العربية فيما يختص ويمس القضية الفلسطينية يوميا.

        وطرح المسألة في اطارها الصحيح ضرورة وطنية لمحاصرة وكشف منظري اليمين الرجعي العربي، ومنظري البورجوازية الصغيرة الذين يحاولون تصوير الموقف من قرار مجلس الأمن بأنه عملية تكتيكية تارة، وبأنه ضرورة لا مفر منها في ظل الأوضاع الراهنة حيث لا قدرة للعرب على "مناطحة اميركة" نظرا للتفوق العلمي والتكني الهائل بين العرب وبين الامبريالية الأميركية، وما يصدق على اميركة يصدق على إسرائيل إلى حد بعيد، ومن ضرورة الأخذ بقرار مجلس الأمن.

        وحتى الذين يرفضون قرار مجلس الأمن، مطالبين بقرن هذا الرفض ببرنامج مادي ملموس "اقتصادي عسكري" من لون جديد، ومختلف عن برنامج ما قبل الهزيمة، والا تحولت عملية الرفض، إلى عملية ديماغوجية مزيفة لا مضمون ولا قيمة لها، وهي "لا" - أي لا لقرار مجلس الأمن - فارغة، شبيهة باطنان الشعارات الثورية الديماغوجية التي اختفت من حيز الممارسة أثناء حرب حزيران (يونيو).

  •  

الأوضاع العربية والقضية الفلسطينية بعد حزيران ( يونيو):
خلاصات ونتائج

        بعد مرور خمسة عشر شهرا على هزيمة حزيران (يونيو)، اتضح من خلال التحليل الملموس ان الأنظمة العربية وحركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية لم تتمكن من وضع مقدمات ونتائج حزيران (يونيو) موضع المحاكمة النقدية، وبلورة هذه المحاكمة في برنامج عمل وطني ثوري، قادر على احداث سلسلة تحولات في الأوضاع والطاقات العربية على طريق تأهيل المنطقة لممارسة برنامج "حرب التحرير الشعبية" ضد الثورة المضادة (إسرائيل القوى العربية المتحالفة مع الاستعمار القديم والجديد). وطبيعي أن تكون النتائج كذلك لان الأنظمة العربية وحركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية غير مؤهلة بأوضاعها الراهنة (الطبقية والأيديولوجية والسياسية) لممارسة سياسات وطنية جذرية تضع

<8>