إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



وثائق الحرب البريطانية لعام 1917 والتى كشف النقاب عنها عام 1967
(تابع) مجلس الوزراء - معاداة الحكومة الحاضرة للسامية
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1644 - 1647"

          تلك هى الظروف التى تعتزم الحكومة فيها الموافقة على تكوين أمة جديدة لها وطن جديد فى فلسطين. والمفروض أن هذه الأمة ستتكون من اليهود الروس والانجليز والرومانيين والبلغاريين والمواطنين اليهود من كافة الأمم الباقين من بين أقاربهم الذين حاربوا أو ضحوا بحياتهم من اجل الدول المختلفة التى ذكرتها وذلك فى وقت توحد فيه موقفهم وتفكيرهم مع البلاد التى يعيشون فيها كمواطنين بصورة أوثق من أى وقت مضى بفعل السنوات الثلاث التى مروا بها.

          ان الصهيونية ما فتئت تبدو لى دائما مذهبا سياسيا خبيثا لا يمكن أن يعتنقه أى مواطن مخلص للمملكة المتحدة فاذا تطلع يهودى انجليزى الى جبل الزيتون وأضحى بتحرق شوقا الى اليوم الذى يستطيع فيه أن ينفض فيه تراب بريطانيا عن حذائه ويعود الى احتراف الزراعة فى فلسطين يكون - كما تراءى لى دائما- قد اعترف بأهداف لا تتفق مع هويته البريطانية واعترف بأنه لم يعد صالحا للمشاركة فى الحياة العامة فى بريطانيا العظمى أو لأن يعامل كمواطن انجليزى. لقد كنت أفهم دائما أن الذين يمارسون هذا المذهب انما كانوا مدفوعين الى ذلك الى حد كبير بسبب القيود المفروضة على اليهود ورفض منحهم الحرية فى روسيا. ولكن فى الوقت الذى تم فيه الاعتراف بهؤلاء اليهود باعتبارهم يهودا روسيين ومنحوا كافة حرياتهم يبدو أنه من غير المعقول أن تعترف الحكومة البريطانية رسميا بالصهيونية وأن يخول مستر بلفور سلطة القول بأنه سوف يعاد تأسيس فلسطين لتكون "الوطن القومى للشعب اليهودى". وأنا لا أعلم ما ينطوى عليه ذلك وان كنت أستنتج أنه يعنى ان على المسلمين والمسيحيين أن يخلوا السبيل لليهود وانه يجب أن يتبوأ اليهود مراكز الأفضلية ويصبحون مرتبطين ارتباطا خاصا بفلسطين كارتباط الانجليز بانجلترا أو الفرنسيين بفرنسا كما يعني أن الأتراك وغيرهم من المسلمين فى فلسطين سوف يعتبرون أجانب تماما مثلما سيعامل اليهود من الآن فصاعدا كأجانب فى كل بلد آخر غير فلسطين. بل لعل الجنسية أيضا لن تمنح الا بعد اختبار دينى.

          وثمة مبادئ أربعة أعرضها مع التأكيد:

1 -

أؤكد انه لا توجد أمة يهودية. ان أفراد أسرتى مثلا الذين عاشوا فى هذا البلد عدة أجيال لا يشتركون بأية صورة أو بأى شكل مع اية أسرة يهودية فى أى بلد آخر فى رأى أو رغبة ولا يجمع بينهم أى شيء أكثر من الحقيقة الماثلة فى أنهم يعتنقون نفس الديانة بدرجات متفاوتة وأن القول بأن اليهودى الانجليزى واليهودى المغربى ينتميان لأمة واحدة لا تقل مجافاة للحقيقة عن القول بأن المسيحى الانجليزى والمسيحى الفرنسى ينتميان لأمة واحدة ولعلهما ينتميان لجنس واحد. نعم. اذا نحن تتبعنا جذورهم عبر القرون الطويلة من تاريخ جنس يتميز بصفة خاصة بقابليته للتكيف. ان رئيس الوزراء والمستر برياند ربما تكون بينهما وشائج قربى عبر القرون احدهما كمواطن من ويلز والآخر كبريطانى ولكنهما لا ينتميان لنفس الأمة بكل تأكيد.

2 -

حين يقال لليهود أن فلسطين هى وطنهم القومى فسوف ترغب كل دولة فورا فى التخلص من مواطنيها اليهود وسوف تجدون فى فلسطين سكانا يطردون اهاليها الحاليين ويأخذون احسن ما فى البلد. يفدون اليها من كافة أركان الارض ويتحدثون بكل لغة من اللغات على وجه الأرض ولا يستطيعون التفاهم مع بعضهم بعضا الا عن طريق المترجم. ولقد كنت افهم دائما أن ذلك هو ما حدث

<2>