وثائق الحرب البريطانية لعام 1917 والتي كشف النقاب عنها عام 1967
(تابع) مضابط الاجتماع الذي عقدته وزارة الحرب في 3 سبتمبر 1917
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1648- 1664"

ان تتضمن الضرورة انشاء قبل الأوان، دولة يهودية مستقلة، التى كانت مسألة تطور تدريجى طبقا للقوانين، العادية للتطور السياسى.

          وبالنسبة للنقطة الثانية، شعر الوزير بأنه لو طرحنا جانبا قيام الصهيونية بعرقلة عملية الاستيعاب فى الدول الغربية، فان الحالة التى تتشابه تشابها حقيقيا مع ذلك هى حالة الانجليزى، الذى يغادر بلاده ليقيم وطنا دائما له فى الولايات المتحدة الأمريكية. ففى الحالة الأخيرة لا يجد الانجليز أو أولاده أية صعوبة فى ان يصبحوا مواطنين كاملين فى الولايات المتحدة، بينما نجد ان مسألة الاستيعاب فى الوضع الحالى لليهود كثيرا ما شعرنا بأنها غير كاملة وأى خطر ينشأ عن الولاء المزدوج أو النظرة غير الوطنية سوف يزال.

          وصرح اللورد كيرزون بأنه يعترف بقوة الحجج الدبلوماسية التى تناصر التعبير عن العطف (على اليهود)، ويوافق على الرأى القائل بأن غالبية اليهود يعتنقون الأفكار الصهيونية لا الأفكار المعادية لها.

          واضاف بأنه لا يوافق على وجهة النظر التى يعتنقها المستر مونتاجو ومن ناحية أخرى فانه لا يستطيع المشاركة فى الاراء المفعمة بالأمل بشأن مستقبل فلسطين. وهذه الاراء لم تكن فقط نتيجة لتجاربه الشخصية التى اكتسبها من السفر الى هذا البلد، وانما كانت نتيجة تحقيقات تولاها بعناية أشخاص قضوا سنوات طويلة هناك. واعرب عن خوفه بان اعلان الوعد المقترح سيؤدى الى خلق توقعات كاذبة لا يمكن تحقيقها. وعلق اهمية كبرى على ضرورة الاحتفاظ بالأماكن المقدسة المسيحية والاسلامية فى بيت المقدس وبيت لحم، واضاف بأنه لو حدث ذلك بصورة فعالة فانه لا يرى كيف يستطيع الشعب اليهودى اقامة عاصمة سياسية فى فلسطين. ومع هذا فانه أعترف بان اعطاء بعض التصريحات التى تعبر عن العطف على الامانى اليهودية سوف تكون عاملا مساعدا قيما لدعايتنا، وأن كان يرى أن نكون متحفظين فى اللغة التى نستخدمها فى مثل هذه التصريحات.

          لذلك فان وزارة الحرب:

          فوضت وزير الخارجية فى أن يتحين الفرصة الملائمة لاعطاء الوعد التالى بالعطف على الأمانى الصهيونية.

          "أن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعطف الى انشاء وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين، وسوف تبذل أقصى مساعيها لتسهيل تحقيق هذا الهدف. وقد أصبح من المفهوم بوضوح أنه سوف لا يحدث شيء يمس الحقوق الدينية والمدنية للجاليات غير اليهودية فى فلسطين أو حقوق اليهود والمركز السياسى الذى يتمتعون به فى أى قطر آخر".

2 حدائق وايت هول. S.W

31 أكتوبر 1917

<17>