إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



وثائق الحرب البريطانية لعام 1917 والتى كشف النقاب عنها عام 1967
(تابع) السجلات الرسمية للحكومة البريطانية
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1665 - 1668"

اليهود" والجمعية الانجليزية اليهودية" ولقد نشرت هذه اللجنة المشتركة خطابا فى صحيفة "التايمز" بتاريخ 24 مايو حبذت فيه اعطاء اليهود فى فلسطين حقوقا مدنية وحرية دينية وتسهيلات للهجرة والاستعمار، الخ.. ولكنها عارضت ما اعتبره كاتبو الرسالة النقطتين الرئيسيتين فى الدعوة وهما:

         أولا: وجوب الاعتراف بأن اليهود المستوطنين فى فلسطين يتمتعون بطابع وطنى بالمعنى السياسى.

         وثانيا: انهم يتمتعون ببعض الحقوق الخاصة زيادة على الحقوق التى يتمتع بها باقى السكان (واستطيع ان أقول ان هذه الآراء هى تقريبا آرائى).

         وقد وجه النقد الى هذا الخطاب على اساس اعتبارين هما انه عارض الفكرة القومية التى هى عماد مبدأ الصهيونية. وان اللجنة المشتركة باصدارها هذا الخطاب على مسئوليتها الخاصة قد تجاوزت حقوقها بوصفها مجرد لجنة تنفيذية للهيئتين الرئيسيتين اللتين تنبثق عنهما اللجنة، ومن ثم كان لابد لها أن تستشيرهما قبل اصدار مثل هذا البيان السياسى الهام واذاعته على العالم.

         ومن الواضح ان هذا الشجب لم يحظ بتأييد الصهاينة فحسب، بل حظى أيضا بتأييد أولئك الذين شعروا بقوة هذا النقد الأخير، كما لعبت النقطة الثانية دورا كبيرا فى المناقشات. وقد وصفت صحيفة صهيونية وهى صحيفة "الجويش كرونيكل" هذا الشجب بوصفه "ثورة على النظام الذى ساد فى طائفتنا مدة طالت اكثر مما يجب وهو نظام الكبت من جانب القلة صاحبة السلطة".

         ولقد أقر هذا التصويت- وهو الاختبار العددى الوحيد للادعاء بغالبية الصهاينة بين اليهود البريطانيين- بأغلبية 56 صوتا ضد 51 صوتا.

         وجدير بنا أن نتذكر بالنسبة للهدف الذى ارمى اليه من وراء بحث هذه المسألة أن موضوع الصهيونية واللاصهيونية قد اختلط بالمشكلة الناشئة من الاستخدام غير الصحيح للسلطة المخولة للجنة ولكن حتى لو صرفنا النظر عن ذلك "ولا ينبغى صرف النظر عنه" فان كل ما يمكن ان يقال هو ان الآراء التى اعتنقها والتى اعربت عنها فى مجلس الوزراء يعتنقها أيضا حوالى نصف الممثلين فى الهيئة التمثيلية الوحيدة التى أفصحت عن رأيها.

         بيد اننى لا استطيع ترك هذا الموضوع وأنا على وشك السفر من انجلترا والتغيب عنها لبضعة أشهر دون ان اذكرك بأن الصهيونية اصلها اجنبى. فقد انشأها ثيودور هرزل النمساوى وخلفه دافيد ولفسوهن من كولون الذى خلفه بدوره أوتو وأربورج من برلين. ووفقا لهذا المصدر الأجنبى للصهيونية عموما فان اليهود الأجانب المولد قد لعبوا دورا كبيرا فى الحركة الصهيونية فى انجلترا. ومن بين أشهر زعمائها فى انجلترا الدكتور جاستر وهو من أبناء رومانيا والدكتور هيرتز من أبناء النمسا والدكتور حاييم وايزمان الذى أعتقد أنه من أبناء روسيا. وهناك بالطبع زعماء بريطانيو المولد للهيئات الصهيونية فى انجلترا ولا أستطيع أن أتحدث بتأكيد عن نسبة الإنجليز الى ذوى الأصل الأجنبى من حيث المولد بين جملة المنتمين

<2>