إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



وثائق الحرب البريطانية لعام 1917 والتى كشف النقاب عنها عام 1967
(تابع) السياسة العسكرية المستقبلية- احتلال خط حيفا القدس
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1670 - 1678"

السياسة العسكرية المستقبلة

9 / 10 / 17

          1 - فى اجتماع لجنة وزارة الحرب لشئون السياسة العامة فى الخامس من الشهر الجارى أكد رئيس الوزراء ضرورة إخراج تركيا من قائمة أعدائنا. وهناك اعتقاد بأنه نظرا للظروف التى تمر بها تركيا فان هزيمة شديدة مصحوبة باحتلال أكيد وفعال لخط حيفا - القدس، بما فيه هذين المكانين، ربما يرغمها على ترك حلفائها اذا ما تبع هذه الخطوات الاجراءات الدبلوماسية المناسبة. ولقد أمرت بأن أدرس امكانيات تطبيق هذه السياسة وأن أسأل الجنرال اللنبى عن آرائه وخصوصا فيما يتعلق بالتعزيزات التى قد يحتاجها. وبما أن لا بد من بحث المشروع فى اطار سياستنا العسكرية المستقبلة بصفة عامة فانى أتقدم بالملحوظات التالية لمعاونة وزارة الحرب فى اتخاذ القرارات السليمة فى المسألة كلها.

          2 - فاذا ما تقرر أنه من الضرورى لكسب الحرب أن تخرج تركيا من الحرب بواسطة عمل عسكرى ودبلوماسى فان المناطق التركية ستصبح الميدان الرئيسى لمدة غير محدودة. وان الجبهة الغربية ستحتل المركز الثانى فى الأهمية خلال هذه المدة. وذلك نظرا لعدم توفر الامكانيات التى تمكننا من اتخاذ قرارات فى ميدانين فى نفس الوقت، هذه الامكانيات التى لم ولن تتوفر لأية دولة. ان القاعدة الأساسية فى جميع الحروب هى تركيز جميع القوات المتوفرة فى الميدان الرئيسى ولقد ثبت دائما أن الخروج على هذه القاعدة يؤدى الى عواقب وخيمة.

          من المستحيل أن نتنبأ بالوقت الذى قد تستغرقه عملية اخراج تركيا ولا بعدد القوات اللازمة لتحقيق هذا الغرض. فاذا كان من مصلحتنا اخراج تركيا من الحرب فان من مصلحة المانيا أن تبقيها فى الحرب أى ان تعاونها. وأن اية سياسة مبنية على افتراض امكانية اخراج تركيا بواسطة الأساليب الدبلوماسية مصحوبة بهزيمة عسكرية أقل من هزيمة تامة لقواتها الاساسية أو بواسطة عدد معين من الرجال في وقت معين، هذه السياسة ستكون نوعا من المقامرة، والمقامرة في هذه المرحلة من الحرب ستكون أخطر من العادة. ان علينا أن نواجه نتائج السياسة التى نتبعها، مهما كانت هذه السياسة، وعلينا أن نصمم على تنفيذها حتى على حساب بعض العمليات والمصالح الأخرى.

          3 - وبالاضافة الى ذلك فيجب أن ندرك أن أية قوات ترسل من فرنسا هذا الشتاء لا يمكن الاعتماد عليها للقتال فى فرنسا فى الصيف القادم. وان المواصلات وحدها تعترض طريق هذا الاحتمال بالاضافة الى ضرورات التدريب وحدود القوى البشرية، ويجب على أن أذكر وزارة الحرب مرة أخرى ان الألمان يفوقوننا الى حد كبير فى مميزات نقل القوات فباستطاعتهم على الأقل نقل عشر فرق كل شهر من الجهة الشرقية الى الجهة الغربية أو بالعكس. ولقد استغرقت عملية نقل فرقة من فرقنا من سالونيكا الى مصر شهرا واحدا، رغم أنه كانت قد صدرت تعليمات بالتحرك منذ عدة أسابيع قبل القيام به.

<2>