إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



من مذكرات الكومندر هوجارث
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 231"

من مذكرات الكومندر هوجارث(*)
15 يناير 1918

         فيما يلى بعض ما كتبه الكومندر هوجارث خاصا بالحديث الذى دار بينه وبين الملك حسين:

         "الوحدة العربية وعلاقة الملك الفعلية أو الممكنة بها" - من الجلى أن الملك يعد الوحدة العربية مرادفة لملكه وأنها بغير ذلك لا تكون ذات معنى. وهو ينظر إلى تصريحاتنا ودعواتنا اليها على اعتبار أنها مظهر لنياتنا الحسنة لا أكثر. ولا يعتقد أنها تكون ذات أثر الا اذا جعلنا الفكرة محصورة ومجسدة فى شخصية واحدة - هى شخصه هو.

         "الاشراف الدولى على الأماكن المقدسة فى فلسطين" - لم يترك لى الملك شكا في أنه يعد هذه مسألة يعاد النظر فيها بعد عقد الصلح، على الرغم من تأكيدى له بأنها تدبير نهائى وقد شبهنا معه باثنين يهمان بأن يسكنا بيتا واحدا ولكنهما غير متفقين على اقتسام الغرف وتوزيع "الأدوار". وكان كثيرا في أثناء حديثنا يتكلم عن حسابات سيسويها بعد الحرب وأنه إلى أن يجيء أوان ذلك لا يلح في شيء. وأنا أشك في أن له خطة مرسومة أو أنه يعرف طريقه إلى غايته ولكنى لا أشك في أنه فيما بينه وبين نفسه لا ينزل عن شيء من مطالبه الأصلية للعرب أو لنفسه مع الزمن.

         "اقامة اليهود فى فلسطين" - و "القضية المشتركة بين اليهود والعرب والأرمن في سوريا" أظن أن الحالة فيما يتعلق بهذه الشئون مثلها فيما يتعلق بما سبق فالملك لا يقبل قيام دولة مستقلة يهودية في فلسطين ولم تصدر لى تعليمات بأن أذكر له أن هذا ما تفكر فيه وتنويه بريطانيا العظمى. ولعله لا يعرف الا القليل عن الحالة الاقتصادية الواقعية أو الممكنة في فلسطين. أما موافقته السريعة على اقامة اليهود في فلسطين فلا تعني شيئا ولا قيمة لها ولكنى أظنه يقدر مزية التعاون العربي مع اليهود.



          (*) من كتاب "وثائق القضية الفلسطينية" إصدار جامعة الدول العربية

<1>