إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



حديث بين الكومندر هوجارث والملك حسين
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 205"

حديث بين الكومندر هوجارث والملك حسين
فى موضوع الرسالة التى أبلغ جلالته اياها(*)

         تلوت رسالة وزارة الخارجية رقم (1) "الأمة العربية والحاجة الى الوحدة" فوافق الملك بلهجة ودية، وقال: انها تعبر عن أساس كل اتفاقنا، فقلت انه نظرا لطول الوقت الذى مضى رأى الحلفاء من المستحسن تكريرها الآن.

         ثم قال الملك انه اذا كان هناك تعديل ثانوى لاتفاقنا معه تفرضه علينا ضرورات الحرب فهو مستعد لأن يعترف بمثل هذه الضرورة بصراحة، ولكنه طلب أن نبلغه بمثل هذه الصراحة التعديل والضرورات التى تقتضيه.

         ثم تناولت الرسالة رقم (2) "الادارة الدولية في فلسطين" فذكرت الملك بالتحفظ الوارد في الاتفاق الأصلى الذى يكفل مصالح خاصة لحلفائنا لا سيما فرنسا فرد باشارة فكاهية إلى "فاشودة" معربا بذلك عن شكه فى وجود اتفاق حقيقى دائم في المصلحة بين فرنسا وبيننا، فأغضيت عن هذه الاشارة مكتفيا باشارة تنبىء عن المخالفة وقلت: أن فرنسا قد صارت ترى بعيوننا فيما يتعلق بالمسائل العربية وأنها تؤيد كما نؤيد نحن خطط فيصل وأنها تأخذ بالرأي الذي يعتنقونه بقوة في أمريكا وهو أن الشعب يجب أن تكون له الحكومة التى يرغب فيهـا. وانها - أى فرنسا - لا تريد الا أن تحمى وتساعد الحكومة المستقلة فى سوريا.

         ثم تلوت الرسالة رقم (2) فوافق الملك قائلا: أن العقل الذى يستطيع أن ينتج هذا قادر على أن يبتدع نوعا من الادارة يصون كل المصالح ويكفلها. وأثنى على بريطانيا العظمى وأشار بتصرفها فيما يتعلق بمسجد عمر وذكر امتناع الخليفة عمر عن دخول المعابد المسيحية أو التعرض لها فى فلسطين. فاذا استطعنا أن نضع بيانا على مثال الرسالة رقم (2) مع اغفال الاشارة إلى الإدارة السياسية، فإنه مستعد أن يذيعه على العالم الإسلامى كله.

         وانتقلت إلى الرسالة رقم (3) "اقامة اليهود في فلسطين" ومهدت لها ببيان عن نمو الحركة الصهيونية في خلال الحرب، وعظم قيمة المصالح اليهودية ومزية التحالف معها وكان الملك يبدو عليه الاستعداد لقبول الصيغة ووافق بحماسة قائلا انه يرحب باليهود فى كل البلاد العربية. فأوضحت له أن حكومة جلالته مصممة على صيانة مصالح الأهالى الأصليين.



          (*) من كتاب "وثائق القضية الفلسطينية "اصدار جامعة الدول العربية".

<1>