إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



وثائق الحرب البريطانية لعام 1917 والتي كشف النقاب عنها عام 1967
(تابع) مذكرة عن موقف الحكومات المعادية تجاه الصهيونية
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1685-1690"

          ويبدو أنه لا يهود المانيا ولا عناصر السفاردى الدونمة فى جمعية الاتحاد والترقى اقتنعوا باخلاص هذه التوضيحات. ولكنهم رضوا بالتعويض المالى والتأكيد بالتخلى عن هذه السياسة.

تأثير خطاب مستر بلفور (2 نوفمبر) وتحرير القدس (19 ديسمبر):

          ان هاتين الحادثتين اللتين أثرتا كثيرا على يهود روسيا والبلدان المحايدة أثرتا كذلك على الرأى اليهودى فى الامبراطوريات الوسطى حيث مهدت التطورات المذكورة آنفا الأرض لذلك.

          وقد أصدر المؤتمر الصهيونى الألمانى المنعقد من 23 الى 24 ديسمبر 1917 قرارا أعراب عن ارتياحه لعمل الحكومة البريطانية. وفى 16 نوفمبر نشرت جريدة جوديش اندشو الناطقة بلسان الصهيونية الألمانية مقالة هامة وصفت فيها خطاب مستر بلفور بأنه حدث تاريخى هام للجنس اليهودى ومبدية اهتماما قليلا بالاستعدادات التركية الألمانية.

تدابير مضادة رسمية:

          يقال أنه فى أغسطس 1917 بحث فون كوهلمان وزعيم صهيوني المانى المسألة الفلسطينية مع جمال باشا وذلك خلال زيارة هذا الأخير الى برلين كما قيل أيضا أن الكونت برنستورف بحث هذه المسألة فى سبتمبر بعد تعيينه سفيرا فى استانبول.

          ان تأثير خطاب مستر بلفور على اليهود، ليس فقط فى البلدان المتحالفة والمحايدة بل فى المانيا ذاتها جعل الحكومة الألمانية تتخذ عملا ايجابيا. ويبدو أن الصهيونيين الألمان ضغطوا عليها حالا لنيل تنازلات كبيرة للصهيونية من تركيا كما كان ظاهرا فى خطاب مستر بلفور. ولكن بما أن التنازلات القومية والمحلية تتعارض مع برنامج جمعية الاتحاد والترقى للتتريك والمركزية فقد كان من الصعب على الحكومة الألمانية أن تتدخل الى أن تقوم الحكومة التركية بعمل من جانبها.

          وبعد سقوط القدس أشار نسيمى بك وزير الخارجية التركية فى مقابلة مع صحفى أجنبى الى الملجأ الذى قدمته تركيا للاجئين اليهود واننى على اخلاص المهاجرين اليهود وجهدهم أعلن أن "تركيا تضمن جميع حقوقهم المدنية".

          وفى 22 يناير 1918 عمم اللاسلكى الألمانى تصريحا لطلعت الى مراسل فوسيش زايتونج فى استانبول بحضور شيخ الاسلام. وفى هذه المقابلة أدلى طلعت بالنقاط التالية:

          (أ) كانت تركيا دائما متسامحة تجاه مواطنيها اليهود. وتركيا هى البلد الوحيدة التى لم تكن فيها حركة ضد السامية ولكن "من الطبيعى أننا اتخذنا موقف عدم اعطاء اليهود امتيازات أكثر من مواطنينا".

          (ب) أن خطاب مستر بلفور "هو أكذوبة".

          (جـ) ان أية قيود ادارية فرضتها الحكومة العثمانية على الاستيطان اليهودى يعود الى سياسة روسيا القيصرية التى أجبرت اليهود المهاجرين من روسيا على

<2>