إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين لإقامة جبهة وطنية موحدة
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 367 - 376"

على رأس الحركة الوطنية وفي خدمة عملية المساومة والتصفية للقضية الفلسطينية، كما حدث حين ضغطت الأنظمة العربية قبل عام 1948 من اجل إنشاء "الهيئة العربية العليا" بقيادة الإقطاع العائلي الفلسطيني. كما لعبت الأنظمة العربية نفس الدور، حين حاولت الضغط على الكثير من القوى الفلسطينية حتى تنضوي تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية عند إنشائها، لأن هذه المنظمة كانت خاضعة لسياسة وتأثير الأنظمة العربية وسياسات مؤتمر القمة والجامعة العربية. ولكن هذه الأنظمة، في أحيان أخرى، تعمل على المزيد من التمزيق والتبعثر للحركة الوطنية الفلسطينية حين لا تكون قادرة كليا على إخضاعها والسيطرة عليها، فنراها في هذه المرحلة تزرع بعض المنظمات الموهومة داخل حركة المقاومة وتدعم اكثر التنظيمات "ضعفا سياسيا وجماهيريا" لانها حين لا تتمكن من أن تحرك الحركة الوطنية الفلسطينية بمجموعها بما ينسجم مع برامج وسياسة هذه الأنظمة، فإنها تعمل على زرع الألغام داخل حركة المقاومة حتى تتمكن من استغلال هذه الألغام عندما تحين لحظة حاسمة كلحظة التصفية السلمية من أجل تفجير حركة المقاومة من داخلها. كما ان الأنظمة العربية تحاول أن تلعب على التناقضات بين تنظيمات المقاومة الفلسطينية بدعم هذا التنظيم وحجب الدعم عن الآخر حتى تتمكن من ترويض عدد كبير من التنظيمات وإخضاعها لسياسة وبرامج هذه الأنظمة. فأن أكثر ما تخشاه هذه الأنظمة هو نمو حركة وطنية وجذرية في هذه المنطقة تفتح الطريق أمام أوسع الجماهير للصدام العنيف والطويل ضد الإمبريالية وضد كل الذين يترددون أو يتخاذلون عن الاستمرار في هذا الصدام.

         ان هذين العاملين، مضافا لهما عدة عوامل ثانوية أخرى، قد أدت كلها إلى المزيد من التبعثر لتنظيمات المقاومة الفلسطينية، وقد ازدادت حدة التناقضات في بعض الأحيان حتى وصلت إلى درجة الصدامات والصراعات الذاتية الحادة، مما أضعف الحركة الوطنية أمام أعدائها وجعل هؤلاء الأعداء يتأهبون لاستغلال هذه التناقضات والاستفادة منها في ضرب الحركة الوطنية. كما ان هذه التناقضات قد أضعفت من درجة ومستوى النضال ضد العدو المحتل، وجعلت حركة المقاومة غير قادرة على مجابهة الاحتلال ببرنامج وطني سياسي وعسكري موحد، وبتنظيم وتجنيد أوسع الجماهير من أجل انتصار هذا البرنامج.

         ان هذه التناقضات التي تعيشها حركة المقاومة، تتطلب من كافة الفصائل وعيا وتفهما موضوعيا لها. ولكن الخطر يكمن في ازدياد حدة هذه التناقضات الفرعية والذاتية بينما حركة المقاومة مجابهة بتحد أكبر وبأعداء يتربصون بها: الأعداء من الأمام، ممثلين بقوى الاحتلال الصهيوني والإمبريالية الأميركية. والأعداء من الخلف، ممثلين بقوى الرجعية وحملة لواء تصفية الحركة الوطنية والاستسلام أمام الإمبريالية. ان استمرار هذه التناقضات وتصاعدها هو الفرصة الذهبية التي يتمناها هؤلاء الأعداء، وسيعملون على الاستفادة القصوى منها. كما أن تجاهل هذه التناقضات ومحاولة كبتها بالتصفية المتبادلة بين التنظيمات أو بالإلحاق والضم القسري، سوف تولد مناخا ممزقا جديدا يستفيد منه الأعداء، لانها سوف تستبدل التناقضات الأولى بتناقضات عدائية جديدة لا مكان لها الآن، وحركة المقاومة تجابه أعداء كثيرين ومؤامرات أكثر.

         ان واقع حركة المقاومة الراهن يتطلب فهم هذه التناقضات الذاتية بين صفوف عدد من تنظيمات حركة المقاومة والتناقضات الفرعية بين عدد آخر، ويتطلب قبول واستيعاب هذه التناقضات ضمن جبهة وطنية واحدة تلتقي فيها جميع الأطراف حول برنامج وطني يمثل الحد الأدنى الذي يمكن ان يلتقي الجميع حوله، مع احتفاظ كل منظمة بحقها في العمل المستقل ضمن برنامجها الخاص خارج هذه الجبهة.

         ان وحدة كل القوى والطبقات الوطنية ضرورة تاريخية من أجل إنجاز التحرير الوطني، كما ان إنجاز مهمات هذه الوحدة بشكل عاجل هو موضوع تحتمه الظروف الراهنة وهو مطلب جماهيري يومي وملح.

مشروع برنامج للجبهة الوطنية الفلسطينية الموحدة

1 - حول سياسة وعلاقات الجبهة الوطنية الموحدة على الصعيد الوطني:
         - الجبهة الوطنية الموحدة هي الممثلة الوحيدة لجماهير شعب فلسطين بكل فئاته الوطنية، وهى المسؤولة عن تقرير سياسة ومستقبل الحركة الوطنية ضمن حدود هذا البرنامج وبنوده.

         - الجبهة تمثل وحدة للتنظيمات والفئات الوطنية المقاتلة التي أثبتت من خلال الممارسة ومن خلال مواقفها السياسية التزامها بقضية التحرير الوطني الكامل لفلسطين.
         - تلتزم الجبهة بالكفاح الشعبي المسلح كشكل رئيسي

<3>