إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



عريضة الجمعية الإسلامية المسيحية إلى مؤتمر السلم العام
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 253 - 254"

عريضة الجمعية الاسلامية المسيحية
إلى مؤتمر السلم العام(*)
حول تمسك عرب فلسطين ببلادهم ورفضهم فكرة
الوطن القومى اليهودى والهجرة الصهيونية
30 /3 /1919

         يؤلمنا شديد الألم ما نقرأه يوميا في الصحف عن النداءات المتكررة الموجهة إلى مؤتمر السلم من اللجنة الصهيونية بصدد فلسطين. انهم يظهرون الحقيقة بلون غير لونها ويزعمون انهم أهل الأرض وأصحابها ولما كانت تصريحاتهم غير صحيحة فنحن مضطرون الى تقديم هذا الاحتجاج البرقى بالاضافة إلى الاحتجاجات العديدة الاخرى التى تقدمنا بها عن فلسطين بأكملها. ولو تصفحنا التاريخ لاتضح لنا جليا أن فلسطين كانت بلدا عربيا قبل المسلمين والمسيحيين واليهود. فاليهود هاجروا من بلاد ما بين النهرين إلى مصر حيث أقاموا 400 سنة وبعد ذلك قدموا إلى هذه البلاد وامتلكوا قسما منها فترة قصيرة. ومنذ أكثر من 2000 سنة جلوا عنها وتشتتوا في جميع أنحاء العالم ولم يتركوا فيها آثارا ولا روابط ولا حقوقا. ان البلد بلدنا منذ زمن أطول وهو لنا اليوم، وقد أقمنا فيه زمنا أطول كثيرا مما أقام فيه اليهود وإن ادعاءهم بحق تاريخى فيه لا يخولهم حق العودة إلى احتلاله كما أن ادعاء كهذا لا يخولنا نحن العرب حق استرداد اسبانيا وغيرها من البلاد التى أضعناها.

         ان العرب سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين أشد ارتباطا بالبلاد من اليهود ففيها المسجد الأقصى ثالث الحرمين الذى يربط بوحدة الدين أكثر من ثلاثمائة مليون مسلم، ومسجد عمر ثانى الخلفاء وغيرهما من الأماكن المقدسة. وفيها القبر والمكان الذى ولد فيه السيد المسيح والناصرة وغيرها من الأماكن الدينية التى تربط أكثر من سبعمائة مليون مسيحى برابطة الدين. وليس من العدل تجاهل هذه الحقائق والروابط القوية وتفضيل العلاقات القديمة التى عفا عليها الزمن. ان فلسطين مأهولة بنحو مليون مسلم ومسيحى في حين أن السكان اليهود، الوطنيين منهم الأجانب، لا يتجاوز عددهم مائة ألف على أبعد تقدير. والأراضى الزراعية في البلد تبلغ خمسة وعشرين ألف كيلو متر مربع تقريبا لا يملك اليهود سوى نحو ثلاثمائة وخمسمين كيلو مترا مربعا والباقى ملك للعرب المسلمين والمسيحيين. فلا يجوز تجاهل حقوقنا المطلقة وأكثريتنا المطلقة والسماح للأقلية اليهودية بأن تطالب بالحق فى انشاء وطن قومى في بلدنا.


          * مكتب السجلات العامة - لندن.

<1>