إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بحث في أساليب الاعتقال والتحقيق والتعذيب التي تتبعها السلطات الإسرائيلية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 618 - 623"

ارادتهم إلى الضفة الشرقية من الأردن.

          1 - الضرب:

          تستخدم العصي من الخيزران وأنابيب من الحديد والأسواط الجلدية في ضرب المعتقل على مختلف أنحاء الجسم من الرأس إلى القدم دون تحديد، ويستمر الضرب حتى يترك آثاره على الجسم أو إلى ان يغمى على المعتقل. ويقصد بالضرب المبرح ايذاء المعتقل.

هذا ويحرم المعتقل من مراجعة الطبيب في حالات الشعور بالألم أو الاصابة بسبب الضرب.

          كما وتستخدم السلطات المحتلة اليدين والرجلين في ضرب المعتقل وركله مدركة بأن هذا النوع من الضرب يؤدي إلى إهانة المناضل العربي وتحطيم شخصيته وكرامته.

2 - التيار الكهربائي:

          تستخدم السلطات الإسرائيلية التيار الكهربائي في التعذيب الجسماني للمعتقلين وذلك كما يلي:

          أ - ربط اليدين أو الرجلين بتيار كهربائي تتراوح قوته بحيث ينتفض له جسم المعتقل.

          ب - تسليط التيار بواسطة أسلاك مربوطة بجهاز يوضع على رأس المعتقل.

          جـ - تيار كهربائي في الماء ويجبر المعتقل على وضع يديه في حوض الماء المشحون بحيث يرتعش جسم المعتقل.

          د - يرتدي المعتقل معطفا مبطنا بأسلاك كهربائية وكلما استنشق المعتقل الهواء (شهيق) يلتصق المعطف بالجسم التصاقا وثيقا وفي حالة اخراج الهواء (زفير) يضغط المعطف على صدر المعتقل المنكمش، وتستمر العملية فترة عشر دقائق بشكل يشعر المعتقل معه بالاختناق نتيجة الضغط المتواصل من المعطف المكهرب على الصدر.

          3 - التعليق وتمديد الجسم:

          يستعمل المحققون والقائمون على تعذيب المعتقلين العرب وسائل تهدف إلى خلخلة مفاصل الجسم وتفتيت الأنسجة والشرايين، وقد يترتب على ذلك نزيف دموي داخلي.

          ويتم التعليق بواسطة ربط اليدين بسلاسل حديد، وتثبت في بابين كل واحد في زاوية من زوايا الغرفة، ثم تغلق الأبواب بطريقة تدريجية بحيث تمتد يدا المعتقل إلى اقصى حد ممكن، وكثيرا ما تسبب هذه العملية شل اليدين من مواقع الكتفين.

          4 - الزجاجى والمسامير:

          اتضح ان القائمين على التعذيب في سجن صرفند يجبرون المعتقلين على المشي حفاة في منطقة حول السجن مرشوشة بالزجاج المحطم والمسامير الصغيرة، ويكون المعتقل في هذه الحالة معصب العينين بحيث لا يتمكن من رؤية الطريق التي يسير فيها.

وتكون النتيجة أن يعود المعتقل إلى زنزانته مثخنا بجروح في أسفل القدمين.

          5 - الزنزانة:

          الزنزانات التي يعيش فيها المعتقلون الفلسطينيون العرب هي عبارة عن غرف مظلمة معزولة عن ضوء الشمس ولا يزيد حجمها عن نصف متر في الطول والعرض ومترين في الارتفاع، ويوجد فيها سطل يحتوي على الماء القذر، وتستخدم أيضا كمرحاض للمعتقل ويثبت في أحد جدران الزنزانة مكبر للصوت بحيث اذا تحدث المعتقل أو طلب الماء يسمع صدى صوته في قاعة السجن، وهذا يزيد من توتر أعصاب كافة السجناء في القاعة الواحدة.

          ويجبر المعتقل على الوقوف طوال الوقت، ويحال بينه وبين النوم، اذ يقوم أحد الخفراء بالضرب على باب الزنزانة بحيث تحدث دويا مزعجا، هذا بالاضافة إلى رش الماء على أرض الزنزانة، وفي الشتاء لا يزود المعتقلون بالأغطية مما يعرض معظمهم إلى امراض الروماتيزم في مختلف أنحاء الجسم.

التعذيب الجنسي:

          يتخذ التعذيب الجنسي أشكالا متنوعة نورد بعضها على سبيل المثال لا الحصر.

          أولا - الضرب بعصي من البلاستيك على الأعضاء الجنسية للرجال، ومحاولة ايلاج العصي البلاستيكية في العضو الأنثوي التناسلي أو شرج الرجل، وذلك لإهانة الكرامة وجرح كبرياء العرب.

          ثانيا - استخدام المومسات الإسرائيليات في السجن في محاولة اغراء الشباب العرب بتقديم المشروبات الروحية وهن في ثياب مغرية لاستدراج الشباب إلى ممارسة العملية الجنسية معهن، وهذا - بنظر الإسرائيليين - يضعف مقاومة الأسرى والمعتقلين ويدفعهم إلى الاعتراف.

          ويقصد بالتعذيب الجنسي اغراء المعتقل ورفع شهيته الجنسية لاعتقاد الإسرائيليين بأن الشباب العرب يعانون من الكبت الجنسي خلال فترة المراهقة وما بعدها، مما يعرضهم للضعف المعنوي ازاء العرض الجنسي للإناث.

          أما المرحلة الثانية من التعذيب فتعتبر من أهم المراحل التي لها تأثيرات نفسية واضحة على المعتقل ومن أشد المراحل تأثيرا على العقل الباطني.

          ويكون المعتقل في حالة جسمية منهكة بعد كل فترة تعذيب قد تصل حالته فيها إلى الإغماء وعدم المقدرة على الحركة، وان الانهيار الذي يصيب المعتقل لا يكون بتأثير الضرب والتعذيب الجسماني فحسب، بل نتيجة للصراع النفسي الذي ينتاب المعتقل بين العقل الباطني والشهية. أي أن إحتمال الإنهيار والاعتراف في هذه المرحلة محتمل،

<4>