إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



مذكرة بلفورعن سوريا وفلسطين
"ملف وثائق فلسطين من علم 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص257"

مذكرة بلفور عن سوريا وفلسطين
1 أغسطس 1919

          "يبدو التناقض بين نص ميثاق عصبة الأمم، وبين سياسة الحلفاء في موضوع شعب فلسطين المستقل، أكثر وضوحا منه في موضوع شعب سوريا. فنحن في فلسطين لا نرى حتى التمسك بالشكل في استشارة رغبات السكان الحاليين في فلسطين وان كانت اللجنة الأمريكية(1) قد شرعت في سؤالهم عن رغباتهم. فقد التزمت الدول الأربع الكبرى لعهودها تجاه الصهيونية، ولا ريب في أن الصهيونية سواء أكانت على حق أم على باطل، وسواء أكانت طيبة أم شريرة، عميقة الجذور في تقاليدنا. وفي حاجاتنا الراهنة، وفي آمالنا المقبلة، وهي أكثر أهمية لنا من رغبات السبعمائة ألف من العرب الذين يقيمون الآن في البلاد العريقة وأهوائهم.

         "هذا هو السبيل الصحيح في رأيى. ولكن الذى لم أستطع فهمه أبدا هو كيف يمكن التوفيق بين هذا السبيل وبين التصريح الانجليزى - الفرنسى المشترك أو بينه وبين ميثاق العصبة أو توجيهات لجنة التحقيق.

         "وبالنسبة إلى فلسطين، فان الدول الكبرى، لم تصدر أى بيان بصددها يخلو من الخطأ فى الواقع، كما أنها لم تصدر أى تصريح سياسى عنها لم تكن قد بيتت النية من قبل على التنكر له(2).



          (1) اشارة إلى لجنة كينج - كراين الامريكية. ففى الخامس عشر من مارس عام 1919 قرر مؤتمر الصلح فى فرساى ارسال لجنة تحقيق من دول الحلفاء إلى الشرقين الادنى والأوسط وانسحبت الحكومات البريطانية والفرنسية والايطالية لاسباب دبلوماتية من عضوية اللجنة. ولكن الرئيس ويلسون أصر على ارسالها فبعث بالمندوبين الامريكيين هنرى كينج وشارل كراين. واستغرق عمل اللجنة ما ببن 16 يونيو وأوائل أغسطس من عام 1919. ثم قدمت تقريرها للوفد الامريكى إلى مؤتمر الصلح، وكان مناهضا للاهداف البريطانية والفرنسية والصهيونية.
          (2) وثائق عن سياسة بريطانيا الخارجية. السلسلة الاولى "المجلد الرابع".

<1>