إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) تقرير اللواء جعفر نميري عن المساعي التي بذلها وفد الملوك والرؤساء العرب في الأردن

          غادرنا عمان في الساعة السابعة مساء بتوقيتها وسط الإزعاج والضرب المستمر والقصف الشديد من المدفعية والدبابات ومدافع الماكينة المختلفة الخفيفة منها والمتوسطة والثقيلة. وشاهدنا ونحن في المطار عمليات الاستكشاف المختلفة تسلط على جبل الأشرفية ومخيم الوحدات لتحديد أهداف المدفعية لضربها مرة أخرى ولحرقها ودكها.

          على كل حال خرجنا من عمان بانطباع جماعي بأن هناك مخططاً كاملاً لإبادة كافة رجال المقاومة الفلسطينية الباسلة وكافة الفلسطينيين الموجودين في عمان، ويجري تنفيذ هذا المخطط بالرغم من كل الوعود والاتفاقات، وليس هناك أي شيء سوف يوقف تنفيذ هذا المخطط. وخرج الوفد بنتائج على ضوء كل هذه التفاصيل تجعله على يقين بأن ما يجري في الأردن مؤامرة مدبرة وتخطيط مسبق لسحق الشعب الفلسطيني كما قلت وتصفية المقاومة الفلسطينية، وأن السلطة الأردنية كانت وما زالت وستظل تراوغ وتخادع لغرض كسب الوقت حتى تستطيع أن تنفذ مخططها.

          وقد علمنا أن تقويم الموقف أو تقدير الموقف الذي وضعته السلطة الأردنية قد خرج بنتائج أن هذه الإبادة سوف يُنْتهى منها في ظرف على الأكثر ثلاثة أيام. ولكن كانت هذه النتائج أو الوصول إلى هذه النتائج خطأ، لأنه مر إلى الآن ثمانية أيام ولم تستطع القوات الأردنية أن تسيطر على عمان، ولن تستطيع أن تسيطر عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى. وهذا رأيي الشخصي.

          وأخيراً وأمامكم أيها الأصدقاء، أحب أن أسجل شكري البالغ وتقديري العظيم للسادة أعضاء الوفد الذين صحبوني في هذه المهمة الشاقة، وهم السادة: حسين الشافعي، والباهي الأدغم، والشيخ سعد العبد الله، والدكتور رشاد فرعون، والفريق محمّد صادق، وفاروق أبو عيسى، وبقية السادة المرافقين من أعضاء الوفود الذين عملوا بجهد متواصل وفي ظروف شاقة وسط مخاطر جمة عرضت حياتهم جميعاً للخطر في عدة مرات، فلهم تقديري وشكري.

          وكذلك لا بد أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى أسرة سفارة الجمهورية العربية المتحدة التي قاسمتنا لقمة العيش، وقاموا بالترحيب بنا في سفارتهم، وقدموا لنا كل المساعدات التي مكنتنا من أداء مهمتنا، وقد وضعوا إمكانياتهم تحت يدنا وتحت تصرفنا، الشيء الذي ساعدنا لإنجاز مهمتنا على أكمل وجه.

          وأخيراً أحب أيضاً أن أقدم شكري الجزيل لكل الذين يعملون بالصّحافة والإعلام الذين حضروا لهذا المؤتمر. وأرجو أن أقدم ثنائي بالنيابة عن الوفد المرافق لكم جميعاً لتتبعكم لأخبار هذه النكبة الكبرى التي لم أر مثلها في حياتي، وتجد منكم كل إخلاص في الإعلام لأن هناك الآن شعباً يفنى بقوات نظامية. وشكراً

<10>