إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) مذكرة الحكومة اللبنانية إلى مجلس الأمن الدولي حول التهديدات الإسرائيلية للبنان
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 151 - 152"

ان تدفع بلبنان الى سلوك شتى دروب العنف، سواء على حدوده أم في داخل أراضيه.

         ان لبنان هو في الواقع بلد مثالي في التعايش السلمي والأخوي بين مختلف الديانات التي يتألف منها والتي تلتقي جميعا على ايمان واحد بالله وبالإنسان. وهو واحد من أكثر البلدان انفتاحا على العالم، على كل ما هو انساني وعالمي.

         وهذه الوحدة المنسجمة المتجسدة فيه، يتجلى فيها معنى يتخطى حدوده. أنها تمثل، في الحقيقة، حلا لكثير من المشكلات في البلدان الأخرى. وهي، على الصعيد الدولي، استجابة لأقصى ما يصبو اليه الناس جميعا في عصر التفاهم والتعاون الأخوي.

         ولئن كانت هذه التجربة الإنسانية الناجحة حتى الآن، أصبحت معرضة للفشل نتيجة المأساة الفلسطينية التي لا يتحمل فيها لبنان أية تبعة، والتي تضع على بساط البحث عدالة مجلس الأمن الدولي وسلطانه، فان في ذلك، ولا ريب، ادانة لمبادئ الأمم المتحدة ونشاطها وعلة وجودها، وفي نظر التاريخ، تقهقرا للإنسانية.

         ان هذا الكلام يوجه الى شعوب الأرض جميعا. ولبنان يناشد ممثليها في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن ان يغلبوا صوت الضمير والعقل على الأباطيل التي تتميز بها الدعاية الإسرائيلية المضللة. كما يوجه هذا النداء بصورة خاصة الى الدول الأربع الكبرى التي تضطلع بمسئولية خاصة، مع التركيز على الدولة، أو الدول، التي اصبح تصرفها يجعل اسرائيل تمعن في اعتدائها.

         ولبنان، اذ يدافع عن نفسه ضد الاعتداء الإسرائيلي المتكرر، ليذكر ضمير الإنسانية، بأحكام عدالة لا تخطئ، تجعل الدم البريء يقع في النهاية على اولئك الذين سفكوه وأولئك الذين غسلوا أيديهم منه.

         وان لبنان ليعلن ايمانه الذي لا يتزعزع بأن العدل والحق اللذين ربط بهما مصيره، سيكتبان له النصر المبين الذي طالما خص به التاريخ ضحايا الظلم.


<2>