إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



بيان السيد كمال جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان حول مقترحات بورقيبة المتعلقة بفلسطين
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1329 - 1330"

بيان السيد كمال جنبلاط
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان حول
مقترحات الرئيس بورقيبة المتعلقة
بالقضية الفلسطينية (*)
بيروت 19 / 3 / 1965

         إن مقررات مؤتمر وزراء الخارجية الأخير تشكل إلى حد معين تخطيطا مبدئيا لبعض الخطوات العملية التي يجب أن تقوم بها الدول العربية في مواجهة المانيا الغربية وموقفها العدواني والاستفزازي من العرب:

         سحب السفراء العرب فورا ثم قطع العلاقات الدبلوماسية في حال اعتراف بون بإسرائيل وأخيرا قطع العلاقات الاقتصادية مع المانيا الغربية في حال إصرارها على اتخاذ موقف عدائي من أية دولة عربية.

         على أن ما يؤسف له هي تحفظات بعض الحكومات العربية أي المغرب وليبيا وتونس التي لم تقرر بعد مسئولياتها تجاه شعوبها وإبراز النضال المشترك والقضية العربية الكبرى وبالتالي فإن هذه الحكومات لا تمثل إرادة شعوبها في هذا الموقف السياسي الخطير ويؤسف أيضا لموقف هذه الدول ولبنان ذاته بشأن الاعتراف بألمانيا الشرقية.

         والذي يؤسف له أن تصريحات الرئيس بورقيبة قد أسهمت في هذا التضليل العام لأن أخوة حنيكر لبسوا لبوس المسوح وانتظروا هذا الكلام كنعمة أنزلت عليهم من السماوات.

         وأغلب الظن أن الرئيس التونسي لم يدرك التفاصيل الرئيسية للقضية الفلسطينية ولم يستوعب أهميتها بالنسبة للمصير العربي الكبير وللنضال في وجه الاستعمار والنفوذ الأجنبي.

         فالقول أننا لم نستخدم نهج "خذ وطالب" سهل إعلانه. ولكن نتحدى من يشاء أن يعلمنا ما هو الحل الوحيد الذي اقترحته دول أوروبا وأمريكا المجرمة بحقنا والذي كان باستطاعتنا أن نقبل به على أساس مبدأ الأخذ ثم المطالبة.

         إنهم لم يعرضوا علينا حلا سوى بقاء إسرائيل ودفع تعويض مالي للمليون ومائتي ألف لاجئ بغية قطع صلتهم بالوطن الأم وتحويلهم عن العودة إليه وإسكانهم في العالم العربي.


          * الأنباء 20 /3 / 1965.

<1>