إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) بيان السيد كمال جنبلاط، رئيس الحزب التقدمى الاشتراكى، حول الاعتداء الإسرائيلى على بيروت
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 113-115"

التخاذلي يؤكد ضلوع التأثير الأميركي في الضغط على الحكومة اللبنانية ، وقيام حالة من التواطؤ العملي بين الاقانيم الثلاثة للعدوان على أرض لبنان: إسرائيل والولايات المتحدة والحكومة.

          من هذه الملاحظات والوقائع البدائية ، يبدو انه اصبح من الواجب على كل لبناني وطني ، مخلص ، يخشى تعرض إسرائيل بشكل او بآخر ، ان يؤمن الدفاع عن نفسه بنفسه ، ويفرض منطق السلطة وتذرعها الاثم وتخاذلها المشين" ان على اخواننا الفسطينيين ان لا يعتمدوا على السلطة اللبنانية في حماية انفسهم ، وقد اعتمدوا عليها في حماية بيوت المرحومين كمال ناصر وابو يوسف وكمال عدوان، فلم تفعل شيئا ، وسبق لهذه السلطة انها لم تأمر قوي الامن ولا قوي الجيش بالتدخل لمواجهة العدوان الإسرائيلي على مخيمات اخواننا الفلسطينيين وقادة الشعب الفلسطيني وفي صور وفي صيدا وفي الصرفند وفي طرابلس البدواي وسواها من المناطق اللبنانية .

          ولابد من التوضيح ان سياسة الحكم اعتمدت خطة للدفاع قصدت منها وفيها ، الاحتياط من الانتفاضات الشعبية الداخلية والتصدي للحركات الوطنية والتقدمية ، والتعرض لفئات الكادحين والعمال والطلاب والمثقفين ، وقمع التيارات التحررية والوطنية على الارض اللبنانية ، وعمليا امنت من وراء هذه السياسة بعض الصفقات المغرية ، لا أكثر .

          أما سياسة الدفاع الحقيقة عن لبنان كما تراها الاحزاب والهيئات التقدمية والوطنية ، فكان يجب ان تتركز على النقاط الواضحة التالية :
          1 - تأمين الدفاع الجوي بواسطة بطاريات صورايخ ارض جو ، خصوصا حول المدن الرئيسية والعاصمة والنقاط الاستراتيجية ولحماية الجنوب من نزهات الطيران الإسرائيلي في أجوائه.

          2 - تأمين الدفاع عن الشواطئ اللبنانية باقتناء عدد من الزوارق السريعة المسلحة بالطوربيد وبالقذائف الصاروخية الموجهة على شاكلة الزوارق المسلحة السوفياتية وغيرها.

          3 - تأمين اوفر كمية من ادوات وقذائف مضادة للدروع وإقامة سلسلسة من الشبكات الإلكترونية الكاشفة.

          4 - إنشاء حرس وطني يستنفر تلقائياً في كل بلدة او منطقة تتعرض للغزو الإسرائيلي او لتسلل الكوماندوس.

          5 - تنفيذ مشروع الخدمة الالزامية العسكرية والخدمة الالزامية الشعبية الاجتماعية العمرانية . مما تقدم ، وبانتظار تبدل ذهنية السطة المتخاذلة في الدفاع عن اللبنانيين وعن الثورة الفلسطينية وقيادتها ، وتمهيداً لاعداد خطة دفاع علمية سليمة تستهدف فعلا حماية الكيان والاستقلال اللبنانيين ، يبرز بوضوح حق المقاومة الفلسطينية المشروع وواجبها في ان تتخذ جميع الاجراءات التي تراها ضرورية لتامين سلامتها من الغارات الإسرائيلية ، وتوفير امن قادتها .

          وكانت مسيرة الامس لربع مليون من اللبنانيين في مدينة بيروت تمثلت فيها جميع الاحزاب والفئات اللبنانية على اختلاف نزعاتها وتوجهاتها ، خير تعبير عن إرادة لبنان باسره في صيانة الثورة الفلسطينية من كل اعتداء خارجي وداخلي ، كما كانت هذه المسيرة الجبارة لشعب لبنان باسره ، في العاصمة وفي المدن والدساكر والقرى ، دعوة صريحة لشعوب الوطن العربي وحكوماتها للتنبه إلى المؤامرة الاميركية الإسرائيلية التي تحاك على الثورة الفلسطينية ، وللالتفاف حول هذه الثورة ودعمها بالوسائل العملية ، وفتح ابواب الحدود امام عملياتها في الارض المحتلة ، وتأمين عودتها إلى ساحة كفاحها في الاردن في جو حكم وطني يحميها ويشاركها في مهمتها التحررية الكبري .

          ولن تجدي المناورات الفوقية في تمييع الانتفاضة الشعبية العارمة التي شهدها لبنان ضد سياسة التخاذل اللبناني والعربي، إذ ان الجماهير اللبنانية سوف تتابع الطريق من اجل تغيير جذري في سياسة لبنان لا يحققه سوى حكم وطنى ديمقراطي ، يستطيع الدفاع عن البلاد وتحقيق مطالب الفئات الاجتماعية الشعبية ، وصيانة الحريات الديمقارطية وتطويرها .


<2>