إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) بيان السيد كميل شمعون، الرئيس الأسبق للبنان، حول مقترحات بورقيبة
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 340 - 343"

بحث الموضوع مع هيئات اجنبية انه يضمر نوايا عدائية تجاه اسرائيل، وطوراً يعلن، كما حدث في باندونج، موافقته على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين دون ان يستثني قرارات التقسيم. وقد نسبت مجلة فرنسية معروفة لرئيس دولة عربية تصريحاً يلتقي في اهدافه ومعانيه مع اقتراحات الرئيس بورقيبة دون ان تصدر عن المراجع الرسمية في تلك الدولة اي نفي او تكذيب لما اوردته المجلة.
         ثانيا - استغلال قضية فلسطين بغية كسب التأييد الرخيص وتجنيد القوى الفلسطينية لتنفيذ اغراض لا تمت بصلة الى مستقبل وطنهم ... واخيراً الى سياسة الارتجال.
        فبتأثير سياسة الاستغلال والارتجال اعلنا بشدة عزمنا على انقاذ فلسطين من براثن الصهيونية وبتأثيرها ايضا هددنا بإبادة اسرائيل اذا حولت مجرى نهر الاردن. ولكن ما ان جرت اسرائيل مياه الاردن حتى اعلنا، بالشدة نفسها، ان للحرب ملابسات و اخطار واننا لسنا على استعداد لاشعال نارها. ثم استبدلنا فكرة الحرب بخاطرة تحويل روافد نهر الاردن وهي كفيلة، على حد قولنا، بان تمنع كل قطرة ماء عن النهر. وقد فاتنا ان نوضح للرأي العام، اما عن جهل وارتجال، او عن قصد واستغلال، ان مشروع تحويل الروافد عند انجازه وفقاً للخطة المرسومة، لا يحرم اسرائيل الا من نسبة ضئيلة لا تتجاوز الخمسة والعشرين بالمائة من مياه نهر الاردن.
       ولم نقف عند هذا الحد. فما ان تأزم الجو بين بعض الدول العربية واسرائيل حتى اوضحنا ان مشروع تحويل الروافد نفسه اصبح امراً يصعب تحقيقه نظراً للاوضاع التي تسود الدول العربية وبسبب وجود خمسين الف جندي مصري في اليمن يقاتلون اليمنيين و"الاستعمار البريطاني". وكم كان وجود هؤلاء في قطاع غزة اجدى وانفع؟
       ثالثا - سياسة الاطماع وحب السيطرة وتدخل بعض الدول العربية بشئون دول عربية اخرى بمختلف اساليب الدس والتآمر والحملات الصحفية والاذاعة والتدخل العسكري، مما يخالف صراحة نصوص ميثاق جامعه الدول العربية التي تدعو الى احترام سيادة كل دولة. وقد خلق ذلك جواً من الريبة والشك والخوف، وحال دون قيام تعاون صحيح، طويل المدى، بين دول الجامعة وحمل دولا معينة على ارهاق نفسها بالمحافظة على سلامة اوضاعها الداخلية. فكان ان فقدت هذه الدول تلك الثقة التي يستحيل عليها وبدونها ان تؤدي قسطها من التضحية المشتركة لانقاذ فلسطين وللمحافظة على مصالح العرب وكرامتهم في العالم.
       هذا هو الداء، اما الدواء فهو ان يصار الى مؤتمر لرؤساء وملوك الدول العربية يعقد لا في القاهرة، او تونس، او الرياض او دمشق وانما في عاصمة كبيروت منزهة عن التيارات المتطرفة وبعيدة عن الخلافات المستعرة. هذا المؤتمر يكون مقدمة لمؤتمر الدار البيضاء

<3>