إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
7- مفاوضات سنة 1930 (النحاس- هندرسن)- تابع (2) محضر الجلسة الأولى في 31 مارس 1930

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882- 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 345- 351"

          النحاس باشا- إنى سعيد بأن أبدأ المفاوضات مع المستر هندرسن وحضرات أعضاء اللجنة لحل المسألة الهامة التى تعنى مصر وإنجلترا. وأقصد بذلك تسوية العلاقات بين البلدين وإنى لمتفائل بالاستعداد الحسن من الجانبين. والرغبة الأكيدة التى لديهما فى الوصول إلى الاتفاق المنشود . ولقد حضرت وزملائى إلى هذا المكان مشبعين بالميول الطيبة ولذلك يهمنا جدا أن تذلل جميع العقبات التى قد تقوم أثناء المناقشة توصلا لتلك الغاية السامية التى ننشدها جميعا وإنى وزملائى لمعتمدون على حسن استعداد المستر هندرسن وزملائه فى مساعدتنا على إنجاز هذه المهمة والأمر المهم هو التوفيق بين حقوقنا ومصالحكم بطريقة تحدّد الحالة بجلاء وتمنع كل لبس وإبهام. وذلك لأننا نريد أن نطبق المعاهدة بكل إخلاص وأمانة وعلى وجه يشرف إمضاءنا عليها.

          وإنى بهذه الروح سأبدأ بشرح الحالة بصفة عامة. وسترون من هذا الشرح أن روحه وروح المقترحات البريطانية غير متباعدين. وسأقتصر الآن على المبادئ تاركا الكلام فى التفصيلات إلى ما بعد ذلك .

          مستر هندرسن- حسن جدّا .

          النحاس باشا- إن المبادئ التي تستنتج من المقترحات البريطانية يمكن تلخيصها فيما يلى:

          أوّلا- انتهاء الاحتلال- ولا أطيل الكلام فى ذلك لأن هذه هى الغاية التى نرمى إليها

          ثانيا- المحالفة- أما فيما يتعلق بمبدأ المحالفة فإننا نقره ونقبله .

          أما مسألة الدفاع عن قنال السويس. فإنه مع وجود ضمانتين عظيمتين تكفلان سلامته- ضمانة خاصة مستمدة من المحالفة وهى أن بريطانيا تأتى لمساعدتنا لصد ما عساه يقع على القنال من الغارات الأجنبية، وضمانة عامة دولية مستمدة من حيدة القنال. تلك الحيدة التى تكفلها معاهدة سنة 1888، وهما ضمانتان كافيتان للدفاع عن القنال- إلا أننا لكي نثبت لبريطانيا حسن استعدادنا للاتفاق نقبل (إلى أن تتمكن قواتنا من الدفاع عن القنال بمفردها حتى يأتيها المدد البريطانى) أن نرخص مؤقتا لبريطانيا بأن تضع قوّة عسكرية فى منطقة القنال على أن يحدّد موقعها وشروطها عند الكلام فى التفصيلات .

<2>