إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
7- مفاوضات سنة 1930 (النحاس- هندرسن)- تابع (4) محضر الجلسة الثالثة في 4 أبريل 1930

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882- 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 359- 367"

         "يعترف صاحب الجلالة البريطانية بأن الحكومة المصرية هى المسئولة منذ الآن دون سواها عن أرواح الأجانب وأموالهم وهى التى تتولى تنفيذ واجباتها فى هذا الصدد"

         النحاس باشا - كلمة " منذ الآن" لا تتفق مع واجباتنا الأصلية الثابتة من القدم ولا تتفق كذلك مع آرائنا السياسية. وحذفها لا يضير بريطانيا فى شيء ولذلك فإنا لا نود مطلقا أن تذكر. أما عبارة أن الحكومة المصرية تقوم بواجباتها فإنا نقبل وضعها للتسهيل عليكم. على أن يكون مفهوما أنها تأكيد لهذه الواجبات ولا تعطى بريطانيا أى حق للتدخل وبهذه الطريقة يمكن التوفيق بين كل المصالح.

         مستر هندرسن- ماذا تقصدون بأن ذلك لا يعطينا حق التدخل؟ إذا كنا حلفاء ومفروض أننا نتشاور دائما. ألا يكون فى وسعنا أن نرسل لكم سفيرنا بخصوص حادثة قد تؤدى إلى قطع العلاقات. إذا كان هذا هو رأيكم فنحن لا نقبل هذا الشرط.

         النحاس باشا- التشاور موجود له حالة منصوص عنها فى المادة الرابعة وهى فى حالة خطر قطع العلاقات فعندما يصل الأمر إلى شيء من هذا فالمادة الرابعة كفيلة بذلك.

         مستر هندرسن- يجب أن نحدد معنى عدم التدخل. لنفرض أن اعتداء خطيرا وقع على بعض الإيطاليين أو الفرنسيين فهل نقف مكتوفى الأيدى. إن لنا بلا شك أن نتحادث بصفة ودية لمنع الضرر وهذا هو فن الدبلوماسى (Diplomatie). لن نتدخل طبعا بغير مبرر ولكن فى الحالات التى قد تؤدى إلى اضطراب (Trouble) حقيقى فإننا نتحادث. يجب أن نفهم أنه قد حصلت حرب عالمية كبرى لأسباب لا دخل للمبدأ فيها. بل لأسباب تافهة. يجب أن نتشاور ولكنا نتشاور كأصدقاء كما نتشاور أو نرسل سفيرنا لأية دولة أخرى لمثل هذا السبب.

         النحاس باشا- فى كل الأحوال الخطيرة سيكون العمل بحكم المادة الرابعة وإنى أخشى أن يعتبر كل شيء يتعلق بأجنبى مدعاة لتدخل بريطانيا. والذى نؤكده أنه فى كل الأحوال الخطيرة سنتشاور طبقا للمادة الرابعة وإنما يجب أن يكون مفهوما أننا وحدنا المسئولون عن الأجانب.

         الأستاذ مكرم- (أعاد شرح المسألة) وقال: المفهوم أنه طالما أن حقنا ومسئولياتنا المطلقة لا تمس أصلا فالطبيعى أنه فى جميع الأحوال الخطيرة التى قد تؤدى إلى خطر قطع العلاقات يحصل تشاور بيننا طبقا للمادة الرابعة بشرط أن لا يكون فى ذلك أى مساس بحقنا فى حماية الأجانب.

         مستر هندرسن - إذن نحن متفقون وهذا هو المعنى الذى أكده دولة النحاس باشا الآن هل توافقون على حذف كلمة "منذ الآن" واستبدال كلمة "جلالة ملك مصر" بعبارة "الحكومة المصرية"؟

<7>