إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
7- مفاوضات سنة 1930 (النحاس - هندرسن) - تابع (6) محضر الجلسة الخامسة في 8 أبريل 1930

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 373 - 381"

في اتفاقية القسطنطينية سنة 1888 وبطبيعة الحال إن لبريطانيا مصلحة كبيرة في هذا الطريق العالمي. ولأجل هذا تحالفنا معها وجعلنا في المحالفة نصا خاصا بالدفاع عن قناة السويس لأن هذا يهمنا جدا كما يهم انجلترا، فلا تناقض مطلقا في هذه الحقائق، ولذلك طلبنا ألا ينص في المعاهدة على أن القنال طريق أساسي للمواصلات الإمبراطورية إذ لا مبرر للنص على ذلك بعد أن استوفينا الغرض المقصود وهو الدفاع عن قناة السويس. تقولون إنكم لا تستطيعون مواجهة البرلمان إذا لم تنص المعاهدة على ذلك ولكني لا أوافقكم فالغرض المنشود هو ضمان الدفاع عن قناة السويس لذلك أرجو أن يطمئن المستر شو تماما على مركز الحكومة أمام البرلمان.

          والآن أظن أن المسألة قد وضحت تماما وأكرر القول بأن حسن نيتنا واستعدادنا لتنفيذ المعاهدة بإخلاص هما خير ضمان. ولكني أحب قبل الختام أن أشير إلى كلمة المستر هندرسن التي تنص على أننا رجعنا إلى مقترحات ملنر ولم نرجع إلى مقترحاته هو فأقول إننا رجعنا كذلك إلى مقترحاته للغاية المطلوبة في هذا الخصوص وهي الدفاع عن القنال وها نحن أولاء نرخص لكم في وجود قوّة إنجليزية في منطقة القنال وهو ما لم يكن في حسابنا ولا نحن على يقين تام من أن الأمة توافق عليه بالرغم من أنه لن تكون لهذه قوة صفة الاحتلال. أما إشارة المستر هندرسن لمشاريع الاتفاق السابقة على مقترحاته فيكفي إظهارا لقيمتها أنها جميعا أصيبت بالفشل. ونحن الآن قد حضرنا مملوئين رغبة أكيدة في الاتفاق وتساهلنا كل التساهل الممكن وأخذنا على عاتقنا أن ندافع بإخلاص وصراحة عن المعاهدة التي تطمئن نفوسنا إلى قبولها فأرجو من اللجنة أن تكون عند ما قاله وزير الحربية الإنجليزية من أن العبرة هي بمعرفة أحسن الوسائل للدفاع عن القنال لا أكثر ولا أقل.

          مستر هندرسن - أشكركم على هذه الروح الطيبة التي نستشفها من عبارتكم. إن المسألة التي نحن بصددها الآن هي في الواقع تحديد الأماكن التي يكون فيها الجنود ليقوموا بالدفاع عن القنال أحسن دفاع وأذكر أنني اقترحت تأليف لجنة مشتركة للاتفاق على ذلك وظننت أننا بهذا نحصر الموضوع وقدّمنا لكم صيغتنا لتكون موضع نظر اللجنة المشتركة، والمفهوم أن منطقة القنال هي التي ستكون موضع درس اللجنة، وفي رأيي أنه عند إمضاء المعاهدة قريبا كما أرجو ستزداد روح الصداقة وحينذاك تذهب اللجنة إلى منطقة القنال لا لنأخذ منكم أكثر مما يجب وإنما للتفاهم والاتفاق كما يفعل الحليف مع حليفه، ويجدر بي هنا أن ألفت النظر إلى بعض النقط المهمة في صيغتنا فقد جاء فيها أولا:

          "إن جلالة ملك مصر يرخص لصاحب الجلالة البريطانية بأن يضع في جوار بور سعيد وبور فؤاد والإسماعيلية والسويس أو غيرها من الأماكن التي يتفق عليها القوّات التي يرى صاحب الجلالة البريطانية أنها ضرورية للدفاع عن القنال" فإذا خامركم شيء من الشك في أمر سيادتكم فالفقرة الأخيرة تنفيه تماما إذ ذكرت: "إن وجود هذه القوات لا يكون له مطلقا صفة الاحتلال   

<7>