إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
7- مفاوضات سنة 1930 (النحاس - هندرسن) - تابع (8) محضر الجلسة السادسة في 10 أبريل 1930

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 382 - 390"

          مستر هندرسن - تذكرون دولتكم أنكم رجعتم في محادثات عديدة إلى مفاوضات سابقة وهذه المسألة بالذات قد اتفق عليها في محادثات. ثروت - تشمبرلن. ولو كانت هذه المسألة بغيضة إليكم لما قبلها ثروت باشا. ويمكننا أن نغير الألفاظ إذا أردتم ونقدم لكم نصوصا أخرى.

          ويلاحظ أن هذا النص الوارد في مقترحاتي كان قد نشر في مصر ولم يثر انزعاجا من أحد فيمكن إبقاؤه بشكل أو بآخر. وللتسهيل نقبل أن تكون هذه المسألة محل مذكرات متبادلة إذا كان هذا يسهلها عليكم.

          النحاس باشا - ألاحظ على ما قاله المستر هندرسن أن مشروع ثروت - تشمبرلن لم تقبله مصر على الإطلاق وبناء على ذلك فما قبله ثروت باشا ليس معناه أننا نقبله خصوصا وقد تبين أن ثروت باشا في محادثاته لم يكن معبرا عن رأي الأمة المصرية. وألاحظ أن في هذا النص إلزاما جديدا في مصر. لا يمكننا قبوله سيما وأن فيه معنى التبعية، وذكره في مذكرة لا يمنع هذا الاعتراض لأن المذكرة في الواقع لها قوة المعاهدة، وأريد أن أضيف شيئا وهو أنه عندما تعقد المحالفة كما هي إرادتنا سنتبادل المنافع ماديا وأدبيا فيحسن أن تترك مسألة اختيار الموظفين الأجانب لنا نسير فيها بروح الصداقة والإخلاص كحليفين.

          مستر هندرسن - لقد قلنا كثير إننا لا يمكننا أن ننسى الماضي. وهناك أشخاص كثيرون يقولون إننا ذهبنا إلى أكثر من اللازم. واللورد برنتفورد الذي قرأتم مقالاته الأخيرة لا يعبر عن رأيه فقط بل يعبر عن رأي فريق له أهميته في البرلمان فإذا ما قبلوا المعاهدة بضمانات فإنهم لا يقبلون أن نخرج ليحل محلنا غيرنا، وهناك شيء اسمه الغزو السلمي ويمكننا أن نذكر دولة أو دولتين مستعدتين للحلول محلنا بهذه الطريقة. وهذه المسألة ليست من المسائل الخطيرة ولو طلب منكم الدفاع عن ذلك في برلمانكم فلن تكون مأموريتكم عسيرة خصوصا وأن مجموع النواب والشيوخ يؤيدونكم.

          النحاس باشا - المسألة في الواقع هي أننا نعمل عملنا بإخلاص وأنا شاعر أن ذلك متبادل بيننا بقصد الوصول إلى اتفاق صادق بين الطرفين. ولهذه الغاية لا نعير التفاتا إلى المعترضين بغير حق على عملنا الجليل الذي نعمله للتوفيق بين البلدين وكل عمل من هذا القبيل لا يخلو من انتقادات من أناس آخرين لهم أغراض أخرى تنافي الأغراض التي نسعى إلى تحقيقها لذلك لا يرعكم ما تسمعونه من انتقاد لورد برنتفورد وأنصاره إذا كنتم مسلحين بالحق وبالعدل وبالواقع وبالمصلحة فإن هذا أقوى   

<2>