مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
7- مفاوضات سنة 1930 (النحاس- هندرسن)- تابع (12) محضر الجلسة العاشرة في 14، 15 أبريل 1930
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882- 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 410- 415"

أما بور فؤاد فلن يكون فيها أكثر من خمسين جنديا. إنى لا أريد أن أناقش أو أساوم ولكنى أذكر الحد الأدنى لتنفيذ تعهداتنا فإذا شاء المصريون أن يعسكروا فى السويس فلا مانع من أن  تتحرك صوب الشمال عند الرمل الصلب .

         النحاس باشا- ويذكر المستر شو أنه سبق أن قال إن الدفاع عن القنال يستدعى أن يكون الجيش فى وسطه وكل ما كان يطلبه فوق ذلك هو نقطة لنزول الطيارات فى بور فؤاد و مكان لنزولها فى السويس. وقد قبلنا نقطة الإسماعيلية وكنا قبل ذلك نرى أن نحتفظ بها كما قبلنا نقطة نزول الطيارات فى بور فؤاد. أما السويس فيجب تركها لطياراتنا. والخلاصة أنه لم تكن هناك فكرة  فى مناقشاتنا الماضية عن منطقة غير الوسط فلا داعى لمنطقة أخرى فى السويس. نرجو أن تقدروا حسن نيتنا وعملنا على تسهيل الاتفاق حتى نصل إلى الغاية المقصودة. لقد ذهبنا إلى حدود بعيدة فيجب أن نكتفى بالإسماعيلية ونحن من جهة أخرى نرى أن العدد فوق ما يلزم ولكننا نترك هذه المسألة مؤقتا. إن من المستطاع إعداد الإسماعيلية لتسع كل ما يكون ضروريا من القوات الإنجليزية فنرى ألا تتمسكوا بنقطة شمالى السويس التى تطلبونها اليوم ولم تكن فى حسباننا قبل الآن .

         مستر توم شو- أنا لم أقل إن الجيوش يجب أن تكون فى الوسط فقط بل قلت أكثر من مرة إن الدفاع عن القنال يقتضى وجود الجيش فى مدخل القنال ووسطه. ونحن نكتفى بخمسين أو بمائة جندى فى بور فؤاد لأغراض إدارية لا عسكرية. ولكن يجب أن تكون جنودنا فى الاسماعيلية وعند السويس. ولاحظوا أنى أتجاوز بذلك نصيحة مستشارى العسكريين .

         لورد طومسون- فهمت أنه لا توجد فى مصر قوة طيران ولا منشآت لإصلاح الطيارات فيكون وجود مستودع قوات الطيران البريطانية مفيدا لمصر لأن هذه القوات مستكملة المعدات وسينقل هذا المستوع من أبى قير إلى بور فؤاد وستنتقل قوات الطيران الموجودة فى حلوان و مصر الجديدة إلى "المعسكر" بجوار الإسماعيلية وعددهم 1800 بما فى ذلك 300 طيار. ويلاحظ أن معظم قوة الطيران من الميكانيكيين بنسبة 6 ميكانيكيين إلى كل طيار واحد . وستكون مدرسة الطيران فى أبى صوير كبيرة الفائدة لمصر إذ يتعلم فيها المصريون الطيران فى بلادهم وبنفقات أقل. أما فى السويس فنطلب أرضا لنزول الطيارات وسنرسل إليها 50 رجلا لصيانة المطار. ولن يزيد المجموع كله عن 3000 وإنى اكرر أن مدرسة أبى صوير مهمة للغاية حتى من الوجهة المصرية .

         النحاس باشا- لا أريد أن أكرر ما قلته بخصوص السويس. أما مسألة مدرسة أبى صوير فهى جديدة ومع ذلك فنحن نسلم بها تسهيلا للاتفاق .

         مسترتوم شو- آسف لأنى لا أقدر بناء على المشورة الفنية أن أقبل المسئولية التى تقع على عاتقنا بمقتضى المعاهدة مع العلم بأن العدد الذى يمكن وضعه فى الاسماعيلية هو 5000 فإذا أردتم الاحتفاظ بالسويس فإنى أقبل إثباتا لحسن نيتنا وضع جنودنا فى جهة البحيرات المرة "شلوفه" فى شمال

<3>