إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
7 - مفاوضات سنة 1930 (النحاس - هندرسن) - تابع (17) الجلسة العشرون في 7 مايو 1930

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 437 - 445"

         وإني لسعيد أن أشيد هنا بما لاقاه الوفد من حفاوة ومودة طول مدة بقائه في إنجلترا، وأن أعلن أن تلك الروح الطيبة التي حدت بالحكومة البريطانية إلى اقتراح عقد معاهدة ودية مع مصر، ظلت متجلية في جميع أدوار المفاوضات مما كان له أكبر أثر في توطيد صلات المودة والاحترام بيننا وبين جناب المستر هندرسن وحضرات زملائه ومساعديه، بل في تخطي كثير من العقبات والسير في سبيل النجاح شوطا بعيدا.

         والواقع يا حضرات الشيوخ (النواب)، أن كلا الفريقين - الإنكليزي والمصري - بذلا من الجهود الصادقة المتواصلة ما أمكن معه الوصول إلى حل عادل شريف في المسائل الخاصة بمصر، عدا النذر القليل منها، مما ظل باقيا تحت البحث.

         ولكنا مع الأسف لم نصل إلى اتفاق على مسألة السودان يصون حقوق البلاد المقدسة، ومصالحها الحيوية.

         وسيوزع على حضراتكم في أقرب وقت مستطاع كتاب أخضر يشمل تفصيلا لمجريات المفاوضات وتطوراتها.

         ولقد كان قطع المفاوضات ودّيا للغاية. بحيث افترق الطرفان على عقيدة ثابتة، وهي أن المستقبل القريب كفيل بتحقيق ما فاتهما من تفاهم على تلك المسألة الحيوية، وأن نية الوصول إلى اتفاق عادل لن يزيدها وقف المفاوضات إلا صلابة واستمرارا.

         وإن صلات المودة بين الحكومتين والشعبين أن يزيدها ما تبادلناه من الصراحة والتفاهم إلا إخلاصا وصدقا.

         وإني أنتهز هذه الفرصة لأعلن عظيم تقديري وشكري لحضرات زملائي من أعضاء الوفد الرسمي الذين كانوا خير عون لي في مهمتنا الخطيرة، ولحضرات المستشارين من النواب والموظفين والعسكريين، ولجميع الموظفين الآخرين الملحقين بالوفد، فقد كان الجميع بما بذلوا من جهد، وما عانوا من مشقة جديرين حقا بتمثيل مصر وشرف خدمتها.

         وإني ليعجزني أن أعبر عما يخالج نفسي من آيات الشكر، وعرفان الجميل، لتلك الأمة المصرية المجيدة على اختلاف هيئاتها وطبقاتها التي غمرتني وإخواني في استقبالها إيانا بفيض من حبها وعطفها وحماستها، فكان في ذلك تأييد كريم للمسلك الحكيم الذي توخيناه في الدفاع عن حقوقها والذب عن كرامتها.

         وإني لأبتهل إلى الله تعالى أن يوفقنا جميعا إلى خدمة قضية مصر العادلة والسير بها إلى الأمام دواما في ظل جلالة مليك البلاد، الذي حبانا، ولا يزال يحبونا، بعطفه الكريم ورعايته السامية.


<9>