إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
( تابع ) 8 - محادثات (إسماعيل صدقي - جون سيمون)

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 446 - 454"

زمرة من الأفراد لا رقابة عليهم (Oligarchia) فلربما كان الحال كذلك في عهود أخرى فمصر - لا تتمتع بدستور منسجم الأوضاع فحسب بل إن حرية الرأي مكفولة تماما في حدود القانون ما دام لم تدع إلى الخروج على النظام أو الإخلال بالأمن.

       17 - إن شعوري بما علي من تبعات سبق أن عبرت عنها فيما تقدم. من شأنه أن يمنعني عن الشروع في عمل قد يؤدي حبوطه إلى اضطراب النظام الصالح الذي تتمتع به البلاد، ولم أكن والحالة هذه لأعرضه إلى مجازفة خطرة. أما الآن وأنا شاعر بما لهذا النظام من قوة تحميه من كل ما يجعله عرضة للاعتداء، فأرى من واجبي أن أتوج هذا العمل بتركيز نظام البلاد وذلك تحقيق الاتفاق المنشود. وكل ما سبق من توكيدات هي حالة بعيدة كل البعد عن الغموض بل هي على عكس ذلك تبدو للعيان لسكان مصر من مصريين وأجانب. وأعتقد أن في وسع ممثليكم الرسميين ورعاياكم أن يشهدوا بهذه الحالة التي تبعث إلى الاطمئنان وتشعرهم بالفائدة التي تنتج عن اتفاق مقبل.

       18 - وأود أخيرا أن أتقدم بملاحظة ختامية. لا تقف مصلحة البلدين عند حد إبرام اتفاق إنما تمتد أيضا إلى تنفيذه بإخلاص وبروح مشبعة بالصداقة الحقة. وأني أترك للوزير البريطاني أن يقدر ما إذا كان عهد يمتاز بالحكمة والنظام والكفاية لا يكون أحق العهود بتحقيق هذا الغرض.

19 - وبناء على ما تقدم أطلب من الوزير البريطاني أن يشاطرني الرأي:

 

(أ)

بأن إبرام اتفاق في أقرب وقت مع مصر هو من الأغراض الجديرة بالاعتبار من جميع الوجوه.

 

(ب)

بأنه إلى أن يحين الوقت المناسب للدخول في المفاوضات الرسمية يكون من المستحسن تمهيد الطريق، والاستفادة في الوقت للشروع في محادثات شبه رسمية.

 

(ج)

بأن تحديد تاريخ للمفاوضات النهائية يكون بالاتفاق بين الحكومتين. مع مراعاة مصالح الطرفين، ومراعاة أن هناك من المسائل ذات الأهمية الحيوية بالنسبة لمصر ما تتطلب حلا سريعا. فنظرا للتعليقات المغرضة وللأخبار المتضاربة التي تتناقلها بعض الدوائر بمناسبة استئناف المفاوضات بين بريطانيا العظمى ومصر فقد يكون من المرغوب فيه إصدار بلاغ يطمئن المصريين ويزيل ما بنفوسهم من مخاوفهم.


<9>