إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



التحالف مع مصر
معاهدة سنة 1936 - تابع (1) كتاب الجبهة الوطنية إلى المندوب السامي

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 455 - 457"

        4 - ومنذ بدأت الأزمة الدولية التي نشأت عن نزاع إيطاليا والحبشة في هذا العام. ازداد المصريون يقينا بضرورة المسارعة إلى عقد المعاهدة. فقد رأوا أن تطور هذه الأزمة قد ينتهي بهم إلى الاشتراك فيها وقد يجعل بلادهم ميدان حرب بسببها. وقد اشتركت مصر في هذه الأزمة بالفعل منذ لبت الحكومة المصرية دعوة عصبة الأمم لتوقيع الجزاءات على إيطاليا، كما اتخذت انجلترا أراضي مصر ميدانا لاستعداداتها الحربية اتقاء للطوارئ. وقامت الحكومة المصرية من جانبها بتمهيد كل ما تستطيع من أسباب الدفاع بمد المواصلات وتهيئة الجيش ونقل وحداته إلى الجهات التي تقتضيها الظروف.

        5 - وقد ظل الشعب المصري يرقب ذلك كله واثقا بأن التعاون الصادق مع انجلترا في هذه الأزمة يتيح أنسب الفرص لعقد المعاهدة التي انتهت مفاوضات سنة 1930 إلى تقرير نصوصها وليس في عقد هذه المعاهدة ما يشغل انجلترا لعدم الحاجة إلى مفاوضات جديدة تحتاج إلى مجهود ذي بال.

        6 - ولو كان في إبرام المعاهدة بعض ما يشغل انجلترا في الظروف الحاضرة التي كثرت بها مشاغلها بسبب الأزمة الدولية فلن يبرر ذلك عدم إبرامها فإن إبرامها هو المسألة الحيوية الجوهرية بالنسبة لمصر وما بذلته مصر من معاونة صادقة يجعل من حقها عدلا أن تطلب من انجلترا إبرام معاهدة رضيتها وصرحت بلسان وزرائها أنها لا تعدل عنها.

        7 - لا شك إذن في أن حرص المصريين على إبرام المعاهدة، واعتبارهم فرصة التعاون الصادق مع انجلترا في الأزمة الدولية الحاضرة من أنسب الفرص لهذا الغرض. يرجعان إلى أن الاتفاق بين الدولتين حيوي بالنسبة لبلادهم. مزيل لما يقوم من العقبات في سبيل حريتها ورخائها وتقدمها. وما دامت نصوص المعاهدة التي انتهت إليها مفاوضات سنة 1930 مقبولة من الحكومة البريطانية حسب تصريحاتها الرسمية ومقبولة كذلك من المصريين على اختلاف هيئاتهم وأحزابهم. فإن عدم إبرامها ليس من شأنه أن يؤيد استمرار التعاون الصادق الذي بذلته مصر من جانبها حتى اليوم بكل أمانة وإخلاص.

        8 - ولو أن هذا الاتفاق أبرم ونفذ منذ سنة 1930 لكان المصريون اليوم أكثر إقبالا على التعاون مع انجلترا بدافع من مصلحة وطنهم وتحقيقا لمحالفتهم ولكانت مصر في موقف يجعل تعاونها مع انجلترا أقوى أثرا مما هو الآن لا سيما ونصوص المعاهدة تكفل لانجلترا في حالة الحرب أو خطر الحرب أن تقدم مصر من جانبها كل ما في وسعها من التسهيلات والمساعدات في الأراضي المصرية، ويدخل في ذلك استخدام موانيها ومطاراتها كما تنص على تعاون مصر وانجلترا تعاون حليفتين (راجع نص المادة الخامسة من مشروع الاتفاق).

<2>