إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بعد معاهدة سنة 1936
1 - إعادة النظر في معاهدة سنة 1936 - (1) نص المذكرة التي سلمها سفير مصر بلندن إلى الخارجية البريطانية

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 490 - 491"

1 - إعادة النظر في معاهدة سنة 1936

(1) نص المذكرة التي سلمها سفير مصر بلندن
إلى وزارة الخارجية البريطانية في 20 ديسمبر سنة 1945


         ترى الحكومة المصرية، وهى في ذلك موقنة من أنها تعبر عن شعور الأمة قاطبة، أن المصلحة البينة للصداقة والتحالف بين مصر وبريطانيا تقتضي أن تقوم الحكومتان بإعادة النظر في الأحكام التي تنظم علاقتهما في الوقت الحاضر على ضوء الحوادث الأخيرة والتجارب المكتسبة.

         فمن المحقق أن معاهدة سنة 1936 أبرمت في وقت كانت فيه العلاقات الدولية في أشد الاضطراب، وكان شبح الحرب باديا. وقد كان لهذه الظروف أثرها البين في إخراج المعاهدة على الوجه الذي صيغت به فلم تقبلها مصر إلا تحت ضغط الضرورة و إظهارا لما تكنه نحو حليفتها من الود الخالص والرغبة الصادقة في التعاون. فجاءت المعاهدة حلقة في سلسلة من التدابير التي اتخذت في ذلك الوقت، ومن الاتفاقات التي قصد بها تجنب الحرب التي كانت تهدد العالم. أو دفع العدوان إذا لم يمكن تجنبها وإذا كانت مصر قد قبلت المعاهدة بكل ما انطوت عليه من قيود تحد من استقلالها فلأنها كانت تعرف أنها قيود أملتها ظروف وأحداث وقتية تزول بزوال، هذه الظروف والأحداث التي قضت بقبولها.

         والواقع أن الحرب قد استنفدت أهم أغراض المعاهدة. وفتحت الطريق للوصول إلى نظام جديد يحل محل، الوسائل التي لم تقرر إلا تحت تأثير سوء الظن الذي لم يكن قد زال كل الزوال سنة 1936 أو طبقا لضرورات حربية غيرتها الحوادث الجديدة تغييرا جوهريا.

         ومما لا شك فيه أن الأحداث الدولية التي قلبت الأوضاع في العالم وما انتهت إليه الحرب الأخيرة من انتصار الحلفاء وإبرام المواثيق لصون السلم والأمن في العالم، كل ذلك من شأنه أن يجعل الكثير من أحكام تلك المعاهدة نافلة لا مبرر لها سيما أن نصوص المواثيق لم تكن في يوم من الأيام هي الكفيلة بنفاذها، بل العبرة في ذلك إنما تكون بقبول الشعوب عن رضا وطيب خاطر لهذه النصوص وبالروح التي تهيمن على تطبيقها.

<1>