إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بعد معاهدة سنة 1936
1 - إعادة النظر في معاهدة سنة 1936 - تابع (1) نص المذكرة التي سلمها سفير مصر بلندن إلى الخارجية البريطانية

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 490 - 491"

        وليس أدل على الروح الطيبة التى تقوم بها مصر فى الوفاء بتعهداتها من المعاونة الصادقة التى قدمتها لحليفتها طوال سنى الحرب، وقد قدمت مصر أثناءها الأدلة الملموسة على وفائها للحلف وعلى إخلاصها فى الصداقة.

        إن الحكومة البريطانية - إبان الشدائد - قد جنت من اتفاقها مع مصر من الفوائد أكثر مما فرضته نصوص المعاهدة وجاوزت إلى حدود بعيدة ما كان يأمله حقا أكثر المفاوضين البريطانيين تفاؤلا.

        لذلك كان لزاما أن يعاد النظر فى معاهدة سنة 1936 بعد أن تغيرت الظروف التى فرضت عليها طابعا خاصا. لكى تكون متمشية مع الحالة الدوليه الجديدة، فإن أحكامها التى تمس استقلال مصر وكرامتها لم تعد تساير الوضع الحالى.

        فوجود قوات أجنبية زمن السلم فى بلادنا حتى لو انحصرت هذه القوات فى مناطق نائية يجرح الكرامة الوطنية على الدوام. ولا يستطيع الرأى العام المصرى إلا أن يفسره بأنه الدليل المحسوس على ريبة نعتقد أن الحكومة البريطانية نفسها لا تجد مبررا لها وأن من الخير للبلدين أن تقوم العلاقات بينهما على التفاهم والثقة المتبادلين.

        وإن مصر لتعرف ما يستلزمه واجب الدفاع عن أراضيها، وتدرك التبعات الناشئة عن اشتراكها فى هيئة الأمم المتحدة، فهى لم تحجم عن أية تضحية تتيح لقواتها العسكرية أن تبلغ عاجلا مبلغا يجعلها قادرة على صد عدوان المعتدى حتى تصل إليها إمدادات حلفائها وإمدادات الأمم المتحدة.

        فلهذه الأسباب، وأمام هبة الشعب المصرى عن بكرة أبيه ورغبته الحارة فى أن يرى علاقاته ببريطانيا العظمى مستقرة على أساس من التحالف ومن الصداقة الخالصة من شوائب ريب الماضى، والطليقة من أسر مبادئ قد انقضى زمنها، تعرب الحكومة المصرية عن ثقتها بأن حليفتها ستشاركها فى هذا الرأى، وأن الحكومة البريطانية ستعنى بتحديد موعد قريب لكى يشخص وفد مصرى إلى لندن للمفاوضة معها فى إعادة النظر فى معاهدة سنة 1936.

        وغنى عن البيان أن هذه المفاوضات ستتناول مسألة السودان مستوحية فى ذلك مصالح السودانيين وأمانيهم.


<2>