إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بعد معاهدة سنة 1936
1 - إعادة النظر في معاهدة سنة 1936 - (2) نص المذكرة التي سلمها وزير خارجية بريطانيا إلى سفير مصر

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 492"

(2) نص المذكرة التي سلمها وزير خارجية صاحب الجلالة البريطانية
إلى سفير مصر في 26 يناير سنة 1946


        أتشرف بإبلاغكم أنى تسلمت المذكرة المؤرخة في العشرين من ديسمبر سنة 1945 التي تطلب فيها الحكومة المصرية إلى حكومة جلالة الملك في المملكة المتحدة تحديد موعد قريب للدخول في مفاوضات لإعادة النظر في معاهدة التحالف التي عقدت بين مصر وبريطانيا في السادس والعشرين من أغسطس سنة 1936

         2 - ولقد تبينت حكومة جلالة الملك تماما الرغبة التي بدت في مصر للمباحثة معها في هذا الشأن، و إذا كانت لم تستجب رسميا حتى الآن لما أعربت عنه حليفتها فإن مردّ ذلك:

         أولا - إلى ضغط الحوادث المتصل الناشئ من وقف الحرب، وثانيا - إلى ضرورة بحث أحكام المعاهدة المصرية الإنجليزية على ضوء ميثاق الأمم المتحدة الإفادة من الدروس التي تعلمناها من هذه الحرب، وفى هذا الصدد تود حكومة جلالة الملك - دون أن ترغب في المرحلة الحالية في أن تبحث تفصيلا الحجج التي تضمنتها مذكرة الحكومة المصرية - أن يلاحظ أن أحد هذه الدروس هو أن المبادئ الأساسية التي قامت عليها المعاهدة المصرية الإنجليزية المعقودة سنة 1936 سليمة في جوهرها

         3 - وأن سياسة حكومة جلالة الملك هي أن تدعم بروح من الصراحة والود التعاون الوثيق الذي حققته مصر ومجموعة الأمم البريطانية والإمبراطورية في أثناء الحرب، وهو ما نوهت به المذكرة المصرية، وأن تقيم هذا التعاون على أساس المشاركة الحرة الكاملة بين ندّين للدفاع عن مصالحهما ومع احترام استقلال مصر وسيادتها احتراما تاما.

        لهذا فإن حكومة جلالة الملك على الرغم من أحكام المادة السادسة عشرة من معاهدة سنة 1936 تصرح بأنها على استعداد لأن تعيد النظر مع الحكومة المصرية في أحكام المعاهدة القائمة بينهما على ضوء تجاربهما المشتركة، ومع المراعاة الواجبة لأحكام ميثاق الأمم المتحدة التي تهدف إلى ضمان السلم والأمن الدولي.

        وسترسل إلى سفير جلالة الملك في القاهرة قريبا تعليمات لإجراء محادثات تمهيدية مع الحكومة المصرية لهذا الغرض.

        وإن حكومة جلالة الملك في المملكة المتحدة قد أخذت علما بأن الحكومة المصرية ترغب في أن تتناول المباحثات القادمة مسألة السودان.

<1>