إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بعد معاهدة سنة 1936
2 - مفاوضات سنة 1946 (صدقي - بيفن) - تابع (4) مذكرة الحكومة المصرية ردا على المذكرة البريطانية

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 502 - 504"

أمنها بوسائلها الخاصة، وهذا ما يجب أن يكون عليه حال مصر. التي لا يزيد أن يكون حالها غير ذلك، ولكن كرامتها كدولة حرة توجب عليها أن ترفض التنازل عن استقلالها تحت تأثير اهتمام مبالغ فيه، ويكاد يكون خياليا، بخطر محتمل وقوعه. وإذا كان هذا الأمر، إلى حد ما، يقبل تفسيرا قبل الحرب الأخيرة، فإن المرء لا يمكنه - منذ إنشاء نظام الأمن العالمي بسان فرانسيسكو - أن يدرك أن دولة مستقلة تقبل راضية أن ترى حرياتها مقيدة باتفاقات سخية، مع أن صلاحيتها موضع جدل كثير

        (8) ويلوح أننا الآن في صدد خطر آت من الشرق، وكذلك قد يحدث فيما بعد. عند انتهاء أجل المحالفة أن نتعرض لأي خطر آخر يكون ناشئا عن المشكلات التي تتولد وقتئذ أو مما قد يجول في مخيلة الدوائر السياسية ذات الخيال الخصب.

        حقيقة إن السياسة الروسية مدعاة للقلق، ولكنها في الواقع سياسة حذرة أكثر منها خطرة، وحتى إذا كان هذا الخطر الذي قد يبدو واضحا بالنسبة لمصالحها العاجلة أو الآجلة، فإن مصر على كل حال لن تكون الدولة التي تستهدف لاعتدائها الأول. وإن في بعد المسافة، ووجود دول أخرى بيننا وبينها، واقعة إما تحت النفوذ البريطاني وإما تحت الحكم البريطاني، لما يجعل هذا الاعتداء ليس فقط أمرا لا يدخل في الحسبان، بل يعتبر غير متوقع.

        (9) و بالاختصار، ومهما تكن رغبه المفاوض المصري. أو ما له من التأثير على مواطنيه، فإن في تطبيق المقترحات الأخيرة التي عرضتها المذكرة البريطانية، يجعل من العسير عليه جدا. إن لم يكن من المستحيل، أن يقنعهم بأنه استطاع استخلاص شيء جدي يحقق أمانيهم في استقلال بلادهم والاحتفاظ بأراضيها كاملة.

        (10) وإن صدقي باشا، فيما يعلق به شخصيا، يأسف إذ لا يمكنه أن يؤيد مثل هذه المقترحات التي هي بجانب ذلك بعيدة كل البعد عن مطابقتها لنصوص وكالته.

        (11) أما فيما يختص ببريطانيا العظمى، صديقة بلاده وحليفتها، وما عليه من واجبات يمليها الوفاء والإخلاص، فإن عليها أن تتوقع (وقد أوضحت ذلك في مناسبات عديدة) حدوث حركة فكرية من لحظة لأخرى، قد يمكن قمعها أو استمرارها في مستهل النضال السياسي الحالي ولكن قد يفلت زمامها بعد ذلك ولا يمكن السيطرة عليها مطلقا.

        وإن صدقي باشا يكون شاكرا لو تفضلتم بإبلاغ هذه الاعتبارات المتقدم ذكرها، وكذلك المذكرة الفنية إلى المستر بيفن على الفور.

         21 أبريل سنة 1946


<3>