إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بعد معاهدة سنة 1936
2 - مفاوضات سنة 1946 (صدقي - بيفن) - (10) رد من رئيس الحكومة المصرية على كتاب وزير أمريكا المفوض

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 513 - 514"

(10) رد رئيس الحكومة المصرية على كتاب وزير أمريكا المفوض
المؤرخ 27 مايو سنة 1946


       إن الرسالة التي سلمها سعادة وزير الولايات المتحدة إلى دولة رئيس الوزراء لرفعها إلى حضرة صاحب الجلالة الملك قد لقيت كل العناية من قبل العرش والحكومة.

       وليس مبعث الاهتمام الذي تثيره هذه الرسالة أنها تتعلق بمفاوضات ذات أهمية حيوية لمصر فحسب، بل لأن الأمر يتعلق أيضا بتوسط الولايات المتحدة. ومصر تعلق عليها دائما أكبر الآمال لما عرف عنها من البعد عن الأنانية والسمو في أغراض سياستها الخارجية.

       وجدير بهذا الاهتمام أن يكون الرد عليه وليد إدراك الوقائع - كما هي - إدراكا سليما خالصا إذ تحرص مصر على المبادرة إلى تطمين حكومة الولايات المتحدة على حقيقة نواياها.

       فمصر - باعتبارها من بلاد الشرق الأوسط - تشارك الولايات المتحدة ما تبديه من الاهتمام بأمن تلك المنطقة. ولكن مصر تود أن توضح أن حرصها على هذا الأمن مرتبط لديها بضرورة استعادة حرياتها كاملة غير منقوصة.

       وهي تدرك تماما أنه يجدر أن لا يغيب عن النظر تلك الضمانات المترتبة على معاهدة سنة 1936 مع بريطانيا العظمى، ولكنها تسارع إلى التصريح بأن هذه الضمانات لن يكون من شأنها إلا أن تزداد ثباتا لو استند التحالف المراد عقده مع بريطانيا العظمى على أساس من الثقة والصداقة. ولا يتوافر هذا إلا باحترام استقلال مصر.

       وبهذا الشرط وحده - وهو شرط مستمد أيضا من أحكام ميثاق الأمم المتحدة وكانت مصر في طليعة الدول التي انضمت إليه - يتسنى لمصر أن تساهم مساهمة جدية في توطيد السلم العالمي - وهي ستفعل ذلك بفضل مواردها الخاصة وشعورها العميق بواجباتها الجديدة التي تقع على عاتقها كدولة مستقلة.

       وإن تجاهل هذه الحالة، والتسويف في علاجها لمما يخلق جوا من القلق - إن لم نقل جوا من التوتر - فيه إضرار بالغرض المنشود. ألا وهو تهيئة الانسجام والتفاهم المتبادل اللازمين لاستقرار السلم في الشرق الأوسط استقرار نهائيا.

       وإن مصر تتقبل بارتياح تلك الفرصة المتاحة لها فتطلب من حكومة الولايات المتحدة أن تضم جهودها القوية إلى كافة الجهود الأخرى المبذولة لتهيئة ذلك الانسجام.

<1>