إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بعد معاهدة سنة 1936
2 - مفاوضات سنة 1946 (صدقي - بيفن) - تابع (14) مذكرة الوفد المصري إلى الوفد البريطاني

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 520 - 525"

        وفي هذه الأحوال لا يستطيع أحد أن يسلم بأن بريطانيا العظمى تستطيع أن تحتج بمصالح السودانيين لتنازع في مبدأ وحدة وادي النيل تحت تاج مصر.

        إن السودان لا يكون في الحاضر وحدة سياسية، وأن من مصلحة السودانيين أن يكونوا جزءا من دولة بدلا من أن يعيشوا تحت نظام غير طبيعي.

        إن مصر التي توحد بينها وبين السودان علاقات تاريخية، هي الدولة التي يجب أن يرتبط بها السودانيون أكثر من أية دولة أخرى، طالما أن في مقدورها أن تمنحهم مزايا دولة لها نظام إداري حديث، وأن تضمن لهم في نفس الوقت من ناحية أخرى إدراكا تاما لمصالحهم بالنظر لموقع البلدين الجغرافي وتشابههما في الجنس والدين واللغة.

        ولا يسع الوفد المصري بعد أربعة أشهر في مفاوضات مضنية، إلا أن يعرب عن خيبة أمله إزاء النتائج التي أسفرت عنها هذه المحادثات مع أنه قد دخل المفاوضات وهو راغب في أن يعقد في أسرع وقت معاهدة مع بريطانيا العظمى.

        وهو مضطر لأن يثبت أن مادة من المواد الأساسية في مشروع المعاهدة الذي اقترحه رداً على التعديلات البريطانية الأخيرة، قد رفض نصها، وأنه فيما يتعلق بالمطلبين الوطنيين، وهما الجلاء ووحدة وادي النيل، لم يجد أية ترضية لا في الاقتراحات البريطانية ولا في المحادثات التي دارت حول هذا الموضوع.

        ومن أجل كل ذلك، لا يستطيع الوفد المصري إلا أن يعبر عن أسفه لأن المفاوضات التي بدأها آملا، قد وصلت إلى نقطة لا يمكنه معها إلا أن يستمسك بالمقترحات التي تضمنتها النصوص الأخيرة التي سلمت للوفد البريطاني.

 

 

إسماعيل صدقي

          بولكلي في أول أغسطس سنة 1946

 

رئيس الوفد المصري


<6>