إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (8) محضر محادثة بين وزير خارجية مصر وسليم في 13 يوليه 1950

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 611 - 615"

         دكتور محمد صلاح الدين (بك) إننى على العكس أرى فى حادث كوريا مؤيدا لوجهة النظر المصرية فلا شك أن هذا الخطر كان واضحا للولايات المتحدة الأمريكية. ومع ذلك فقد قررت سحب جنودها التى كانت تحتل كوريا الجنوبية وسحبتها فعلا وذلك لأن هناك اعتبارات سياسية وأدبية واعتبارات أخرى تتعلق بالعدالة وبميثاق هيئة الأمم المتحدة الخ. أوجبت سحب القوات الأمريكية رغم احتمال الخطر. ثم إن المقارنة لا تستقيم على إطلاقها لأن هناك فارقا كبيرا بين الحالتين. فكوريا الجنوبية ملاصقة لكوريا الشمالية التى يحتلها السوفيت والتى هى بدورها ملاصقة لأرض شيوعية فى حين أن مصر بعيدة عن خط الهجوم الأول. والمتفق عليه أن الأمر يحتاج إلى أربعة أو ستة أشهر حتى تصل الجنود الزاحفة إلى مصر وليس الحال كذلك فيما يتعلق بكوريا.

         فيلد مار شال سليم - إن عامل الوقت بالطبع له أهمية بالغة. فإن سرعة الهجوم البرى تتوقف على نظام الدفاع وعلى الدفاع الجوى. وليس صحيحا تماما أن يقال إن الأمر يحتاج إلى أربعة أشهر حتى تصل الجنود الزاحفة إلى مصر. فالأمر يتوقف على مقدار التأخير الذى ينزل بالجنود الزاحفة. صحيح أن الأمريكيين سحبوا جنودهم من كوريا، إلا أننى أظن أنكم توافقوننى على أنه لو بقى الأمريكيون فى كوريا لما هوجمت.

         دكتور محمد صلاح الدين (بك) - إننى أوافق فيلد مارشال على أنه لو بقيت الجنود الأمريكية فى كوريا الجنوبية فالمرجح أن كوريا الشمالية لم تكن لتهاجمها ولكن ذلك لا يمكن أن ينهض حجة على استمرار الاحتلال البريطانى فى مصر بأية صورة من الصور للأسباب الكثيرة التى شرحها لكم رفعة النحاس باشا فى المحادثات السابقة والتى لم يفتنى أن أشرحها لسعادة السفير فى اتصالاتى معه. والأسباب التى أدت إلى سحب الجنود الأمريكية من كوريا الجنوبية أضعف بكثير من الأسباب التاريخية والنفسية والعملية والسياسية التى من أجلها أصبح الشعب المصرى لا يطيق أن يسمع شيئا عن بقاء الاحتلال فى مصرو لا يمكن تغيير هذه الحالة بمجرد القول بأن بقاء هذه القوات لا يتصف بصفة الاحتلال فقد جاءت هذه العبارة صريحة فى معاهدة 1936 ودلت الحوادث التالية بعد ذلك على أن هناك فرقا كبيرا بين ما يقال ويكتب وبين الواقع العملى.

<2>