إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (9) محضر محادثة بين وزير خارجية مصر والسفير البريطاني

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 616 - 622"

         دكتور محمد صلاح الدين (بك) - إذا كان المتفق عليه بوجه عام ترك الدفاع عن هذه المنطقة لبريطانيا فهل فكرتم أو فكرت الولايات المتحدة في أن تحل أو تنشئ قواعد في إسرائيل لهذا الغرض مع ما ذكرتموه من أهميتها الاستراتيجية الكبيرة؟

         السفير البريطاني - فيما يتعلق ببريطانيا. إن علاقاتنا مع إسرائيل لا تسمح لنا بالنظر في مثل هذا الاقتراح.

         دكتور محمد صلاح الدين (بك) - وهل تعتقدون أن علاقاتكم بمصر هي التي تسمح باستبقاء قواعد فيها. رغم ما أوضحناه لكم من أسباب عن تاريخ الاحتلال ونظرة الشعب المصري بأسره إليه.

         السفير البريطاني - إني أرجو بإخلاص أن يفهم الشعب المصري أن العلاقات بين البلدين تقوم الآن علي أساس جديد يجعله يقبل فكرة تقديم الضيافة للقاعدة العسكرية والقيادة العامة لبلوغ أغراضنا الدفاعية المشتركة.

         دكتور محمد صلاح الدين (بك) - أود بعد هذه الأسئلة الكثيرة أن أعود إلى التعليق على بيانكم وسأحتفظ بالتعليق المفصل لفرصة مقبلة بعد أن أفحصه على مهل. أما الآن فأكتفي بتعليق عام، وأول من أود أن أثيره هو أن أسأل، هل تكون الثقة أساس محالفتنا أم لا؟ وأظنكم توافقوني علي أن المحالفة لا تتصور إلا على أساس الثقة. وإذا كان الأمر كذلك فلا أهمية لتكاليف القاعدة التي تحتفظون بها الآن في فايد. ومهما تكن تكاليفها فلا بأس من تسليمها إلى حلفائكم المصريين بشرط واحد هو أن يكونوا قادرين على استلامها والمحافظة عليها بالحالة التي تسلم بها إلينا لإمكان استخدامها وتوسيعها في حالة الحرب حينما تصل جنودكم وجنود حلفائكم إلى مصر بمقتضى المعاهدة وهذا ما أظنه مستطاعا دون حاجة إلى بقاء قواتكم المحاربة أو غير المحاربة فالبيان الذي تفضلتم به يؤيد في الواقع ما أذهب إليه لأن جميع هؤلاء الذين سميناهم في أول الأمر فنيين يقومون في الواقع بأعمال عادية يسهل جدا أن يعهد بها إلى مصريين فيما عدا 1500 من المهندسين الكهربائيين والميكانيكيين وبعض هؤلاء لا يمكن الاستغناء عنهم على الفور ولكن لا يصعب إحلال مصريين محلهم بالتدريب في بضعة أشهر.

         السفير البريطاني - فيما يتعلق بمسألة الثقة أقول إنه ليس هناك عدم ثقة. ولكن مصر لا تستطيع من وجهة النظر الفنية أن تقوم بصيانة القاعدة دون مساعدتنا.

         والمسألة الثانية هي مسألة توقيت. فإذا كان البريطانيون سيعودون إلى القاعدة فلا بد لذلك من وقت ولن يكون من المستطاع ضمان الدفاع عن مصر إذا كانت الحرب على الأبواب. فإذا لم يكن لديكم قاعدة مستعدة في مصر فسيتعذر الدفاع عنها وهذا هو الحق الصراح.

<6>