إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - (10) محضر محادثة بين وزير الخارجية المصرية والسفير البريطاني

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 623 - 627"

         والنتيجة أن الأمر يصبح بعد كل ذلك محصورا في سلاح المهندسين الكهربائيين والميكانيكيين الذي ذكرت في الجلسة السابقة أنه وحده هو الذي يدعو إلى شيء من التفكير. وهنا أيضا أطلب منكم شيئا من تفصيل العدد الإجمالي الذي أعطيتموه وقدره 1500 إذ لا شك أن الجزء الأكبر من هؤلاء يقومون بأعمال التصليح والصيانة العادية التي لا نعجز عن أن نعد لها من المصريين من يقوم بها.

         والخلاصة أننا نخرج من بيان القوات المقاتلة وجنود الحرس وقوات القاعدة بمئات قليلة من الفنيين. لا نرى بأسا من بقائهم أجلا قصيرا حتى يتمرن معهم على أعمالهم المصريون الذين يحلون محلهم.

         أما مركز القيادة العامة والإشارات فلا تبقى أية حاجة إليه بعد جلاء القوات التي ذكرناها لأن عمله الأكبر تنسيق أمورها والإشراف عليها. ولأن رسم الخطط الحربية يمكن أن يتم من أي مكان قريب ولو كان ذلك على ظهر سفينة. والمفهوم بالطبع أن يكون مركز القيادة أقرب ما يكون إلى القوات المقاتلة وأنا أكتفي الآن بهذا البيان وأرجئ الكلام عن سلاح الطيران والدفاع الجوي حتى أسمع ما تقولون. وأرجو أن يجيء متفقا مع آرائي التي أبديتها.

         السفير البريطاني - لا أستطيع إلا أن أكرر دعوتي لكم بزيارة فايد. حتى يمكنكم تقدير المسألة على وجه أتم. على أني أود أن أقول في الوقت ذاته إنه على حين أنه من المستطاع إنقاص عدد الجنود في القاعدة فمن الجوهري جدا أن هذه القاعدة تدار إدارة حسنة. والقاعدة التي نحتاج إليها هي قاعدة يمكن توسيعها على الفور فإذا كان عليكم أن تعدوا القاعدة من جديد فسيستغرق ذلك شهورا طوالا. ولقد حاولت أن أبين لكم في الاجتماع السابق أن اقتراحكم بإعداد القاعدة على وجه السرعة فيه صعوبات لا يمكن التغلب عليها. فإن مجرد تحرك الجنود الفنيين قبل نشوب الحرب يعتبر عملا معاديا. وليس في الإمكان ترك القاعدة على أساس العناية بها وصيانتها فإنها بذلك تتحول إلى شيء آخر غير القاعدة وليس هذا في الحروب الحديثة اقتراح يمكن تطبيقه. وفكرة أن القيادة العامة والإشارات لا ضرورة لهما غير صحيحة تماما فإن القيادة في الوقت الحاضر لها اختصاص واسع النطاق جدا إلى جانب القوات المحلية المخصصة للدفاع عن مصر فإن إدارة القائد العام تمتد شمالا إلى تركيا وإيران ومن مالطة في البحر الأبيض المتوسط إلى حدود الباكستان وجنوبا إلى كينيا وهذه كلها منطقة عالمية نحاول أن ندعمها ضد الخطر الشيوعي وفيما يتعلق بالقيادة العامة يمكن اعتبار بقائها إلى حد ما مسألة ضيافة ومجاملة من جانب مصر ولكن هذا لا ينطبق على القاعدة إذ هي ضرورة للدفاع عن مصر.

         وقد كنت أوافق كل الموافقة على منطق بيانكم إذا كانت القاعدة مجرد مخزن للسلاح. ولكنها ليست كذلك فهي منشأة حية عليها أن تتسع اتساعا كبيرا عند نشوب الحرب ويمكن إنقاص عدد رجالها غير أن هناك حدا لا يمكن إنقاص عددهم أقل منه وإلا تحولت مستودع ذخيرة وليس هذا هو المقصود منها.

<2>