إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (11) محضر محادثة بين وزير الخارجية المصرية والسفير البريطاني

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 628 - 632"

الجوي مصريان. إننا نساعدكم حتى تتمكنوا من تقلد مقاليد الأمور وفي الوقت ذاته تكون قوة الطيران دفاعا جويا مصريا.

          دكتور صلاح الدين (بك) - إنني أتفق معكم في كثير مما فصلتموه ولو إنكم أضفتم إلى تفصيلاتكم التفريق بين مقدرة سلاح الطيران المصري والدفاع الجوي المصري. وبين مسألة وجود قوات جوية أو قوات من السلاح الجوي البريطاني في مصر وقت السلم لوجدنا أنفسنا متفقين تمام الاتفاق. فنحن لا ندعى أن سلاحنا الجوي قد استكمل عدته، ودعنا الآن من تقصي المسئولية عن ذلك. ولكننا نقول كما قال خبراؤنا في محادثات صيف 1949 إنه لا توجد حاجة إلى بقاء قوات جوية بريطانية في مصر وقت السلم، فمطاراتكم قريبة جدا من مصر وتحيط بها من جميع النواحي في مالطة وقبرص وبرقة وشرق الأردن والعراق ويمكن أن يأتي مدد الدفاع الجوي في ساعات قليلة منقولا على الطائرات. ومعروف أن قاذفات القنابل أثقل وأبطأ من المقاتلات فيمكن أن تسبق أي هجوم جوي ينتظر أن يأتي من القواعد الروسية التي هي أبعد من قواعدكم كما هو معروف. فإذا أضفنا إلى هذا أن مصر حريصة على أن تستكمل كل معدات الدفاع الجوي من مطارات ومواصلات ورادار وقوات للمراقبة ومن طيارين وفنيين وإداريين إلخ. فإنكم إذا وقعت الحرب وجئتم إلى مصر للدفاع عنها مع القوات المصرية وفقا للمحالفة تجدون كل شىء معدا. ولا شك أن ما ذكرتموه من إعطاء المعدات اللازمة لمصر على أساس الإعارة سيساعد كثيرا على تحقيق هذه الغاية، فنحن نقبل هذه الإعارة بكل سرور وفقا لما يجري عليه العمل بين الدول الغربية. أما إعارة القوات فذلك ما يؤدى حتما إلى سوء التأويل مهما أردنا أن نستر الأمر في شارات تحملها هذه القوات وتدل على أنها تابعة لمصر. بل أنا أخشى أن تؤدي هذه المحاولات إلى عكس ما تقصدون فنتهم جميعا نحن وأنتم بأننا نخدع الشعب المصري. وأظنكم توافقونني على أنه ليس من مصلحة أحد أن تنشر مثل هذه الفكرة أو تقوم مثل هذه الشبهة.

          السفير البريطاني - إن أول تعليق لي على بيانكم هو أنكم لا تدركون مبلغ تقيد القوات الجوية عن الحركة. فإن نقل قوة جوية يستغرق من الوقت أكثر مما تستغرقه نقل قوة برية. فإنه لا فائدة من فرقة من الطائرات بدون منشآتها الأرضية وهي منشأة يصعب نقلها. وينتج من ذلك أننا لا نستطيع في الواقع أن نصل إلى مصر عند نشوب الحرب. إن كل نظريتي التي شرحتها الآن تقوم على فكرة الدفاع الجوي المشترك. وأنها قد تكون مقبولة لدى مصر فإذا لم تكن مقبولة لديها فليس ثمة جدوى من مناقشة مشروع الدفاع الجوي. ولو درستم محادثات سنة 1949 لوجدتم أن مصر لا تستطيع الدفاع عن نفسها بمفردها.

          لم أكن أقصد بأية حالة أن أخدع الشعب المصري باقتراحي بأن يتقلد أفراد القوات البريطانية العلامة التي يتقلدها المصريون. فليس ذلك إلا مجرد رمز إلى الدفاع المشترك عن مصر.

<2>