إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (11) محضر محادثة بين وزير الخارجية المصرية والسفير البريطاني

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 628 - 632"

         لقد تحدثت عن إعارة المهمات لكم. وحتى لو استطعنا أن نعيركم مقدارا كبيرا فلن تستطيعوا أن تفيدوا به. إذ ليس لديكم عدد كان من القوات. إن إعارة المهمات يجب أن يكون معها رجال من القوات.

         الدكتور صلاح الدين (بك) - إنني لم أقصد مطلقا أنكم ترمون إلى خديعة الشعب المصري باقتراحكم. ولكن المسألة مسألة سوء التأويل ونفسية الشعب بالنسبة لأية صورة من صور الاحتلال. وأنتم تعلمون ولا ريب أن هناك دعايات هدامة وأن في مصر معارضة مهما كان شأنها فيجب علينا أن نعمل حسابها في مسألة حيوية دقيقة كهذه المسألة.

         وقد سبق للوفد المصري عندما كان في المعارضة أن رفض فكرة الدفاع المشترك. وأجمع الرأي العام المصري علي تأييده في هذا الرفض وانتهى الأمر بأن رفض أغلبية المفاوضين مشروع صدقي - بيفن من أجل الدفاع المشترك. وذلك بالرغم مما تضمنه هذا المشروع من تقرير الجلاء الكامل بحرا وبرا وجوا. وأريد هنا أن أفرق بين الدفاع المشترك في وقت السلم والدفاع المشترك في وقت الحرب. فالدفاع المشترك في وقت الحرب أمر مقبول ومفروغ منه بمقتضى المحالفة. أما الدفاع المشترك في وقت السلم فهو الذي سبق لمصر أن رفضته ويصعب أن تقبله في أية صورة من الصور. فنحن كما نرفض الدفاع البري المشترك كذلك نرفض الدفاع الجوي المشترك وقت السلم. ولكن ذلك لا يعني أننا نقف جامدين بالنسبة لاستيفاء معدات الدفاع الجوي للجيش المصري بل نحن على العكس حريصون على إتمام ذلك في أقرب وقت يستطاع، وعلى الوجه الكافي، وهناك الآن استعدادات لكم في منطقة القنال يمكن أن نحتفظ بها على الطريقة التي فصلناها بشأن القاعدة. وفي الوقت نفسه تمضي الحكومة المصرية في استكمال معدات دفاعها اللازمة لجيشها، كما تمضي في استكمال معدات الدفاع الجوي. وفي إعداد الطيارين والفنيين مستعينة في ذلك بالبعثات التي ترسلها إلى إنجلترا وأمريكا. وإذا لزم الأمر يمكن التفكير في استبقاء عدد قليل من الخبراء لمدة قصيرة لكي يدربوا الفنيين المصريين بشرط أن ينتهي الأمر بالاستغناء عنهم وبشرط أن لا تطول مدة استخدامهم إلى الحد الذي يشكك الناس في مهمتهم. والخلاصة أن لو وجهنا اهتمامنا إلى الطريقة التي يمكن بها بمجرد وقوع الحرب أن تصل الإمدادات الكافية فتجد معداتها الضرورية وهو جوهر وجهة النظر المصرية. كان ذلك أجدى علينا من محاولة البناء على أسس نعرف مقدما أن الشعب المصري لا يمكن أن يقبلها.

         السفير البريطاني - أخشى أن لا يكون اتفاق بين وجهتي نظرنا في هذا الموضوع. فإن جميع تعليقاتكم تغفل الأساس الذي بنيت عليه آرائي الشخصية فيجب أن تقوم بين بلدينا علاقة جديدة يقبلها الشعب المصري والوفد وحده هو الذي يمكن أن يدخل هذه الفكرة في روعهم. فإذا استطاعت الحكومة المصرية أن تقنع الشعب المصري بحقيقة هذه العلاقة الجديدة فإن إلغاء المعاهدة الإنجليزية المصرية والتنازل عن جميع حقوقنا دليل كاف على حسن نيتنا. ومن المؤكد

<3>