إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - (12) محضر محادثة بين وزير الخارجية المصرية والسفير البريطاني

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 632 - 639"

يؤدي أن تعتقد مصر أن قناة السويس كان نكبة عليها. ومن حسن الحظ أننا وجدنا من جانبكم رغبة مماثلة في إسدال الستار على الماضي وقطع الصلة به وفتح صفحة جديدة في كتاب العلاقات المصرية البريطانية وهذه الرغبة المتبادلة هي التي حاولنا على أساسها نحن الإثنين أن نجد مخرجا من جميع هذه الصعاب التي ورثناها. وأنا شخصيا أعتقد رغم بقاء الكثير من الصعوبات أننا من جهة أخرى قد تقاربنا تقاربا يدعو إلى التفاؤل. فلماذا لا نثابر على تقريب وجهات النظر دون حاجة إلى هذه النظريات القديمة التي أصبحت غير ذات موضوع سواء من الناحية القانونية أو من الناحية العملية. أما ما ذكرتموه عن الدفاع الجوي فقد استصحبت اليوم قائد اللواء الجوي إبراهيم جزارين وهو الذي اتصل من الناحية المصرية بمندوبيكم العسكريين في محادثات صيف سنة 1949 لكي يشرح لكم وجهة نظره الفنية في هذا الشأن. ويسرني أنكم من ناحيتكم قد استصحبتم الكومودور الجوي جو. وهايز. لهذا الغرض وأرجو أن نستفيد من حضورهما فائدة عملية نتغلب بها على ما قد يكون هناك من صعوبات خاصة بالدفاع الجوي عن مصر.

         السفير البريطاني - أؤكد أن الملاحظة البريئة التي أثارت ردكم البليغ كان يقصد منها توضيح أن مصر في وضع مختلف بالنسبة للبلاد الأخرى. إنك تقول إن مصر بلد مستقل وترفض نظرية الدفاع المشترك وتنعتها بأنها نظرية غربية بالنظر إلى اتجاه العالم الحديث نحو الدفاع المشترك. وليست المسألة مسألة فرض أي شىء على أي إنسان. وإذا كانت المسألة مسألة إملاء أو فرض أي شىء لما كنت أكون هنا اليوم معكم. إننا نريد منكم أن تدعونا لمساعدتكم في دعم السلام في الشرق الأوسط. وإنه لما يسرني أن تكونوا متفائلين وقد شاركتكم دائما تفاؤلكم. إن الشعب الذي تمثله شعب عاقل رصين يمكنه تقدير حقائق الموقف.

         وإني على استعداد الآن أن نبحث مسألة المحادثات العسكرية التي جرت في العام الماضي.

         دكتور محمد صلاح الدين (بك) - هذا كلام طيب وأرحب به وأشكركم عليه. وبخاصة ما ذكرتموه من أنه لا رغبة لك في أن تفرضوا علينا شيئا لا نرضاه ولكنكم تريدون فقط إقناعنا. ونحن من جهتنا سنبذل جهدنا لإقناعكم بما نرى. ونرجو أن تؤدي هذه المحاولات من الطرفين إلى تقارب وجهات النظر وفي النهاية إلى الاتفاق. كما أرجو أن يأخذ هذا الكلام سبيله إلى غايته المنطقية في حالة ما إذا تعذر علينا الاتفاق المنشود. لأن المحالفات كما تعلمون إذا لم يكن أساسها الرضا الكامل فلا خير فيها. فرضى الشعوب في هذه الأيام وخصوصا في حالة الحرب أثمن من كل مركز استراتيجي. وأنا بعد ذلك لا أطيل التحدث في هذه الحواشي لكي نعود إلى محادثاتنا العملية. ولكني أود قبل ذلك أن أقول بأننا ننظر إلى مسألة الدفاع الجوي لا من زاوية كفاية الدفاع الجوي المصري في الوقت الحاضر ولكن من زاوية عدم وجود الحاجة إلى بقاء قواتكم الجوية في وقت السلم ما دمنا مستعدين بمقتضى المحالفة لأن نقبل حضورها بمجرد نشوب الحرب للتعاون في الدفاع عن مصر.

<3>