إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (14) محضر محادثة بين وزير الخارجية المصرية والسفير البريطاني

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 645 - 651"

          هل تقبل مصر، حتى ولو مؤقتا مع إعادة النظر في المسألة في فترات متفق عليها، مبدأ الاستعداد الحربي المشترك في وقت السلم؟ فإذا كانت لا تقبل ذلك فليس ثمة شيء يمكن لحكومة جلالة الملك أن تقترحه لحل هذه المشكلة. ولكن إذا أمكن قبول هذا المبدأ فإني على يقين أن حكومة جلالة الملك تكون على استعداد في النظر في أي اقتراحات تسهل على الحكومة المصرية إقناع الشعب المصري بحقيقة العلاقة الجديدة بين بلدينا، إني متأكد كل التأكد أن الوفد يستطيع أن يقنع الشعب بضرورة الاستعدادات الحربية المشتركة في وقت السلم إذا أحسن استخدام الصحافة في ذلك.

          ولا تنس أننا في بريطانيا قد قررنا إعادة فرض نظام التقشف على الشعب. ولا يمكن لأية حكومة بريطانية أن تقبل في هذه اللحظة إضعاف مركزنا الدفاعي في أي مكان.

          دكتور محمد صلاح الدين (بك) - أؤكد لكم أني واقف تمام الوقوف علي خطورة الحالة الدولية الحاضرة. ولكني من جهة أخرى أحمل مسئولية الدفاع عن حقوق بلدي، والسعي إلى تحقيق مطالبنا. وأعرف ما يقبله المصريون وما يرتضونه بالإجماع ولا حاجة بي إلى أن أكرر ما سبق أن أجبت به على جميع هذه الاعتبارات التي ذكرتموها وكذلك ما فصلته المرة بعد المرة في اجتماعاتنا السابقة ولخصت نتيجته تلخيصا دقيقا في اجتماعنا الأخير. وإذا كان قد استجد شيء فهي زيارة مندوبي الحكومة المصرية للقاعدة البريطانية في فايد وقد عاد إلينا المندوبون وتلخص تقريرهم في أنهم زاروا القاعدة زيارة سريعة على أساس برنامج مقرر من قبل، ولم تخرج الزيارة عن هذا البرنامج حتى عندما كانوا يجدون حاجة إلى زيارة بعض الأماكن الأخرى أو استطلاع بعض الأمور التي لم يشملها البرنامج. وقد أكد لي المندوبون أن الأماكن التي زاروها والمعدات والمنشآت التي شاهدوها كلها عادية. وعند الجيش المصري نظيرها. وليس فيها مطلقا ما يصعب على المصريين أن يحلوا فيه محل قواتكم بل قد تكون هناك معدات أو منشآت أخرى لا ينطبق عليها هذا الوصف ولكني الآن أعطيك نتيجة الزيارة كما وقعت وفي الحدود التي رسمت لها.

          والخلاصة أن الشيء الوحيد الجديد يؤيد وجهة نظري ويؤكدها. وأرجو أن لا تتصور أنها وجهة نظر شخصية فأنا أشعر شعورا أكيدا بأنها أيضا وجهة نظر رئيس الوزراء وزملائي الوزراء وهي وجهة نظر البلاد كلها. والواقع أنك أحلت الأمر جميعه إلى الحكومة البريطانية لترى من جهة هل تؤيد العسكريين أم يكون لها رأي آخر، وإلى رفعة النحاس باشا من جهة أخرى ليعلم إلى أي حد وصلت محادثاتنا ويرى رأيه فيه. وهذا أمر طبيعي جدا ولكني أود فقط أن أوجه نظرك بكل إخلاص إلى ضيق الوقت وإلى ما أخشاه من نتائج هذه الأزمة التي انتهت إليها محادثاتنا وبخاصة إذا بلغت غايتها وانتهى الأمر بعجزنا عن الوصول إلى أساس صالح للمفاوضة والاتفاق.

          وأرجو أن تعلم أن الرأي العام في مصر كان في السنوات الأخيرة قد اقتنع بأنه لا جدوى من المفاوضات وبأن على مصر أن تعدل نهائيا عنها كوسيلة لإدراك حقوقها. وأن تبحث عن كل

<3>