إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (16) محضر محادثة بين وزيري الخارجية البريطانية والمصرية
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 653 - 659"

      دكتور صلاح الدين (بك) - الذي تطلبه مصر هو جلاء القوات البريطانية جلاء فعليا عن أرضها ولا عبرة هنا بالألفاظ، بل العبرة بالواقع وإذا كان الأمر كما تذكرون أمر دفاع مشترك فإن الدفاع المشترك لا يستلزم دائما وجود قوات أجنبية في حدود إحدى الدولتين المتعاقدتين وقد سبق أن وافقت الحكومة البريطانية فعلا في سنة 1946 على جلاء القوات البريطانية برا وبحرا وجوا في أجل أقصاه شهر سبتمبر سنة 1949 وذلك بالرغم من عبارات معاهدة سنة 1936 التي تنص على أن وجود قوات بريطانية في مصر لا يعنى احتلالها. وهذا فيما أعتقد لأنكم أدركتم أن الرأي العام المصري لا يكره من الاحتلال اسمه فحسب ولكن يكره حقيقته ويطالب بوضع حد له من الناحية الفعلية.

      مستر بيفن - قال إنه لا يظن من المفيد العودة إلى محادثات سنة 1946 وهو يفهم الآن أن الحكومة المصرية لا تعارض في وجود قوات بريطانية في مصر وقت الحرب. وأن الصعوبة هي كيف يتقرر عودة القوات البريطانية وزيادة على ذلك هناك مسألة إبقاء القاعدة المصرية في حالة تسمح لبريطانيا بأداء واجبها وقت الحرب وهو يسأل وزير الخارجية المصرية ما إذا كانت لديه أية اقتراحات في هذا الصدد.

      دكتور صلاح الدين (بك) - نعم وافقنا على أن تحضر القوات البريطانية إلى مصر في وقت الحرب بمقتضى المحالفة التي أبدينا استعدادنا لعقدها والمقياس هو وقوع الحرب فعلا وقد تضمن مشروع صدقي - بيفن تفصيلا في هذا الشأن وكذلك أورد رفعة النحاس باشا تفصيلا في حديثه مع الماريشال سليم وهو وقوع عدوان على مصر أو اشتباك بريطانيا العظمى في حرب من أجل وقوع عدوان على جارات مصر. وعلى كل حال فقد دلت الحربان العالميتان الماضيتان على إمكان تحديد مثل هذا الوقت. أما فيما يتعلق بالقاعدة ففي محادثاتي مع السفير البريطاني مناقشات طويلة عنها كانت وجهة نظرنا فيها إمكان الاحتفاظ بالقاعدة صالحة للعمل بل صالحة للتوسع عند اللزوم دون أن يكون هناك احتلال بريطاني وذلك بأن يحتفظ بها الجيش المصري وتجدونها قائمة وصالحة للعمل عند وقوع الحرب.

      مستر بيفن - إن الصعوبة هي أن الحرب لا تعلن الآن إعلانا رسميا فهي تشب فجأة وقد دلت التجارب على ضرورة وجود القوات في المكان المهدد وإبقاء القاعدة في حالة استعداد مستمر.

      دكتور صلاح الدين (بك) - أعلم أن الحرب تقع الآن دون إعلان ولكن الحربين العالميتين الماضيتين كما سبق أن ذكرت أثبتتا أن العالم جميعه يعلم أن هناك حربا كبرى بمجرد وقوعها. فبمجرد اغتيال أرشيدوق النمسا في سنة 1914 أو بعد ذلك بساعات قلائل عرف العالم كله أنه في حالة حرب عالمية وكذلك الحال فيما يتعلق بالحرب الماضية إذ بمجرد أن اجتاحت ألمانيا أرض بولونيا عرف العالم كله أن الحرب العالمية الثانية قد ابتدأت. أما فيما يتعلق بصلاحية القاعدة للعمل فهذا ما أبدينا كل استعدادنا لأن نكفله مع العلم بأن مصر لا تقع في الخط الأول من خطوط القتال المحتمل ولا بد أن تمضي بضعة أشهر قبل أن تتعرض مصر لغزو برى.

<2>