إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (16) محضر محادثة بين وزيري الخارجية البريطانية والمصرية
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 653 - 659"

       مستر بيفن - أشار إلى أخطار الغزو الجوى وقال إنه من المستحيل صد هجوم جوى إلا إذا كان الدفاع الجوى عن البلاد المهاجمة على أحدث نظام وأعلا كفاية. والقواعد البريطانية فى البلاد المتاخمة كبرقة لا تنفع حتما فى الدفاع عن مصر. ومع ذلك فهو يقترح أن تسجل الحكومتان البريطانية والمصرية اتفاقهما على إمكان عودة الجنود البريطانية إلى مصر فى وقت الحرب. ويسأل ما إذا كان هذا الاتفاق الخاص بالجنود البريطانية يمكن أن يعتبر شاملا لجنود الولايات المتحدة لأن من المحتمل أن تندمج القوات الجوية لبريطانيا وللولايات المتحدة الأمريكية فى وقت واحد.

       دكتور صلاح الدين (بك) - أما عن الغزو الجوى فلذلك حديث آخر تجدونه أيضا مدونا فى المحادثات التى دارت بينى وبين سعادة السفير البريطاني وكانت وجهة نظرنا فيها عدم الحاجة إلى أية قوات بريطانية جوية في وقت السلم لإمكان حضورها على الفور من المطارات القريبة إن لبريطانيا مطارات كثيرة قريبة محيطة بمصر من جميع النواحي فتستطيع الطائرات البريطانية أن تتصدى للطائرات المهاجمة في أثناء الطريق كما أن المقاتلات البريطانية تستطيع أن تحضر إلى مصر في ساعات قلائل من هذه المطارات فى حين يحتاج وصول قاذفات القنابل الثقيلة من مطارات روسيا إلى نحو اثني عشر ساعة ويجب أن لا ننسى أن هناك سلاحا جويا مصريا، وأننا نستطيع متعاونين أن نقويه ونرفع مستواه إلى الحد اللازم ليحل محل العدد المحدود من رجال الطيران البريطانى المنصوص عليه فى معاهدة سنة 1936.

       أما فيما يتعلق بإمكان حضور حلفائكم وقت الحرب فذلك ما قد تقبله مصر من حيث المبدأ ولا يصعب اتخاذ الإجراء السياسى اللازم فى هذا الشأن.

       مستر بيفن - سأل وزير الخارجية المصرية ما إذا كان فى أى وقت من الأوقات قد فكر فى احتمال استخدام قوات موحدة تحت قيادة عليا فى الدفاع عن مصر. فقد يكون وزير الخارجية المصرية قد فكر في شيء كهذا عندما أشار فى مقابلتهما بنيويورك إلى إمكان إشراك مصر فى حلف الأطلنطى.

       دكتور صلاح الدين (بك) - إن هذه الإشارة التى وردت فى حديثى معكم فى نيويورك واتخذت صبغة عامة دون تفصيل أو تحديد تدل على رغبتنا الحقيقية فى التغلب على جميع الصعوبات التى تعترضنا فى الوصول إلى اتفاق تعتبره مصر محققا لأهدافها، وتعتبرونه من جهتكم محققا لأغراضكم الدفاعية. وأنا من جهتى أعتقد أن اتفاقا على هذا النحو يمكن أن يكون مقبولا إذا تحقق معه جلاء القوات الأجنبية عن مصر. ويكون أكثر قبولا إذا جرى فى نطاق ميثاق هيئة الأمم المتحدة وقرارات جمعيتها العمومية وأظن أن القرار الذى صدر أخيرا تحت عنوان " العامل المشترك للسلام " إنما أريد به أمر كهذا. وعلى كل حال فإن الحكومة المصرية على تمام الاستعداد لأن تبحث بشكل جدى ما يمكن أن تقترحوه فى هذا الصدد. ولا شك أن تجاربكم فيه أكثر من تجاربنا مما يجعلنا ننتظر أن يأتى الاقتراح من جانبكم.

<3>