إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (17) محضر محادثة بين وزيري الخارجية البريطانية والمصرية
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 659 - 665"

       هذه هى الطريقة الوحيدة التى تؤدى فى نظرى إلى مواجهة هذا الشك الذى يخالج بحق الشعب المصرى وجميع المسئولين المصريين.

       وهنا أرد على المقارنة التى عقدتموها مع حالة الجلاء عن الهند. فقد قلتم إنكم جلوتم عنها لوجود علاقة قديمة بينكم وبين الجيش الهندى سمحت باطمئنانكم إلى تسليمه زمام الأمر. ولكنكم ترون مما سبق أن أوضحت أن هذه العلاقة قائمة أيضا فيما يتعلق بالجيش المصرى فقد كان تحت القيادة الفعلية لرجالكم لغاية سنة 1936. ثم سلم بعد ذلك إلى البعثة العسكرية بحيث يمكن القول بأن العامل الموجود بالنسبة للجيش الهندى موجود أيضا بالنسبة للجيش المصرى. وأضيف إلى ذلك أن الجيشين المصرى والبريطانى تعاونا بالفعل تعاونا طيبا شهد به قوادكم فى أثناء الحرب العالمية الماضية وعهد إلى الجيش المصرى وحده ببعض الأعمال الهامة ومنها عمليات مقاومة الغارات الجوية. ومهما يكن من أمر فإنى أستطيع أن أستخلص من ردكم أنكم لا تعارضون فى أن فترة السنة قد تكون كافية لإعداد الجيش المصرى لسد الفراغ المترتب علي جلاء العدد المحدود من القوات البرية الذى تسمح معاهدة سنة 1936ببقائه فى مصر وقت السلم. غير أنكم تبدون تخوفا من ناحية القاعدة ولكنى فى محادثاتى مع سعادة السفير البريطانى أجبت على هذه المخاوف بعد دراسة تفصيلية لعدد القوات الموجودة فى هذه القاعدة والأعمال المختلفة التى تقوم هذه القوات بها فأوضحت أن هذه الأعمال كلها يمكن أن يقوم بها جيش مصر إلا عددا قليلا من الأعمال الفنية الدقيقة يمكن أن يحتفظ بعدد قليل من الفنيين البريطانيين لفترة محدودة من الزمن يدربون المصريين على هذه الأعمال ثم يتركونها فى أيديهم وفى اعتقادى أن فترة السنة نفسها كافية لهذا التدريب والنتيجة هى احتفاظ مصر بهذه القاعدة صالحة للعمل فتجدونها معدة عند وقوع الحرب وحضور جنودكم إلى مصر بمقتضى المحالفة. والواقع أننى لا أجد أى مبرر للخوف على القاعدة اللهم إلا أمرا واحدا هو عدم الثقة مع أن الثقة أساس أى محالفة ولا معنى للمحالفة دون توفر الثقة.

       أما الطيران فألاحظ أيضا فى شأنه أن العدد الذى تسمح معاهدة سنة 1936 ببقائه فى مصر من رجال الطيران فى وقت السلم عدد محدود ولا يصعب إعداد قوات من رجال الطيران المصرى تحل محلهم فى فترة السنة.

       وعلى كل حال. ومع احتفاظى بالرد على فكرة الحل التى شرحتموها. فإني أبدى لكم اغتباطى بتطور محادثاتنا إلى هذا الحد الذى سمح بأن تعاونونا بأفكاركم على ما نحاوله من الوصول إلى حل مقبول. وهو فيما أعتقد مهمة الطرفين لا مهمة الجانب المصرى وحده. ولا شك أن إبداء رأى من جهتنا فى فكرة الحل التى اقترحتموها يتوقف على تبلورها وعلى ما يبديه لكم خبراؤكم من رأى فى المسائل التى ذكرتم أنكم ستأخذون رأيهم فيها. على أنى أعتقد أن ذلك لا يتطلب طويل وقت إذ لا شك أن لدى هؤلاء الخبراء فكرة حاضرة. لأن جميع هذه المسائل كانت بالتأكيد فى موضع بحثهم فى أثناء المحادثات السابقة وفى أثناء محادثاتنا. أى مدى السنوات الأربع الماضية.

<6>