إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (21) كتاب السفير البريطاني إلى رئيس مجلس الوزراء في 30/7/1951
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 673 - 676"

نبذة من الخطاب الذي ألقاه مستر موريسون في مجلس العموم
(يوم 30 يوليو من عام 1951)


        "وأنتقل الآن إلى المسألة المصرية، وأود أن أثني على العمل الذي قام به سلفي الذي كد في غير تراخ لإقامة العلاقات البريطانية المصرية على أساس من شأنه أن يبقى على أحسن العناصر في العلاقات الوثيقة التي ربطت طويلا بين بلدينا. ويحسب فيه - في الوقت نفسه - حساب الحقائق المتعلقة بالموقف الخطر الذي يجد العالم المتمدن نفسه فيه الآن.

        وهذا الهدف هو ما أصبو إلى مواصلة بلوغه. فقد كان يعتقد - كما أعتقد - أن الصداقة والتعاون بيننا وبين مصر في المناحي التي تتقابل فيها مصالحنا هما من الأسس التي يقوم عليها استقرار الشرق الأوسط وسلامته. ونحن نقدر المصاعب التي تواجه الحكومة المصرية، وقد حاولنا أن نعالج مشاكلنا المشتركة بصبر وإدراك. كما نعلم أيضا أن الموقف الذي تقفه مصر تعود دوافعه إلى الماضي، فحاولنا أن نحسب لهذه الحقيقة حسابها. ولسوء الحظ أن هذا الصبر وذاك الإدراك لم يلقيا التجاوب من الجانب الآخر في جميع الأحوال. ولا نزال نواجه تصميما لا يلين على مطالب. يُغمض فيها الطرف عن حقائق اليوم.

        فلم يعد وجود القوات البريطانية في مصر اليوم مسألة لا تعني غير بريطانيا ومصر وحدهما فنحن دولة تحمل بالنيابة عن بقية دول الكومنولث وحلفاء الغرب مسئوليات كبيرة في الشرق الأوسط. ومصر هي مفتاح الشرق الأوسط من بعض الوجوه. والادعاء باستطاعة مصر الوقوف موقف الحياد في أي صراع دولي ما هو إلا سراب خداع كما يؤيد التاريخ ذلك فمصر تحتل جسرا بين قارتين، وتسيطر على نقطة اتصال حيوية في المسالك البحرية بين نصفي الكرة الأرضية الشرقي والغربي. فهي بهذا الوضع هدف ذو أهمية قصوى لأية دولة معتدية في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط.

        إن مصير، بلدينا وحضارتيهما مرتبط كلاهما بالآخر وليس من الواقعية في شيء أن تزعم مصر أن في استطاعتها تفادي الخطر برفض السماح لنا بالمشاركة في تنظيم الدفاع عن هذه المنطقة. وفوق ذلك فليس في استطاعة مصر أن تقف وحدها للدفاع عن أراضيها كما لا نستطيع نحن كذلك الدفاع عن أراضينا نفسها.

        وإني لواثق من أن الشعب المصري سيشترك معنا في مقاومة العدوان إذا ما اضطر العالم الحر إلى خوض غمار الحرب. والخلاف القائم بيننا وبين الحكومة المصرية هو عدم الاتفاق على التدابير اللازمة للاستعداد لمواجهة مثل هذا الطارئ. ونحن ندرك أننا سنخسر قضيتنا قبل

<2>