إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - (27) بيان السفارة المصرية بلندن للصحف في 20 أغسطس 1951
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 685 - 687"

(27) بيان السفارة المصرية بلندن للصحف
في 20 أغسطس سنة 1951


        عندما ألقى المستر هربرت موريسون وزير الخارجية البريطانية خطابه فى مجلس العموم البريطانى يوم 30 يوليو 1951 في أثناء المناقشة فى أمور الشرق الأوسط نقلت شركات الأنباء ومنها شركة رويتر أهم نصوص هذا الخطاب إلى جميع أنحاء العالم وعنيت الصحف المصرية عناية خاصة بنشرها ولا سيما ما تعلق منها بمصر نفسها.

        ولما نشر الخطاب بالكامل فى محاضر "هانسرد" الرسمية تبين أن جميع ما نشرته الصحف المصرية من عبارات الخطاب مطابق تمام المطابقة لهذه العبارات كما وردت فى المحاضر. فإذا كانت الصحافة المصرية قد علقت على خطاب المستر موريسون كما استقته من مراسليها ومن شركات الأنباء. فإنه لا يمكن اعتبارها متعجلة أو مخطئة. لأن تعليقها قد انصب بالفعل على خطاب المستر موريسون كما ألقي فى مجلس العموم. ولم تكن الصحف المصرية تستطيع بالطبع أن تؤجل تعليقها على مثل هذا الخطاب الهام حتى تصل المحاضر الرسمية.

        وقد كان الأثر التلقائي للخطاب عند الصحف المصرية ولدى الرأي العام المصري سيئا للغاية. وشعر الجميع بأن هذا الخطاب قد أغلق باب المحادثات الجارية بين الحكومتين المصرية والبريطانية. ولكن يظهر أن الدوائر البريطانية لم تفهم كيف أحدث الخطاب هذا الأثر وهو خلو من عبارة صريحة تشير إلى إغلاق باب المحادثات. وفيه عبارات حسبتها هذه الدوائر مرضية للحكومة المصرية والشعب المصرى.

        وبصرف النظر عن وقع هذه العبارات نفسها عند الرأى العام المصرى الذى لا يستطيع أن ينظر إليها إلا فى ضوء حقوق مصر الوطنية. فالظاهر أن الدوائر المشار إليها نسيت أن الخطاب يتضمن عبارات أخرى. هى أوضح ما تكون فى إنكار هذه الحقوق، وأبعد ما تكون عن أن تتقابل مع وجهة النظر المصرية. فقد جاء فى خطاب مستر موريسون.

        "من سوء الحظ أن صبرنا وإدراكنا لم يقابلا دائما بمثلهما وأننا لانزال نواجه تصميما لا يلين على مطالب لا تمت بصله إلى حقائق الوقت الحاضر".

وجاء فيه:

        (إن وجود القوات البريطاني فى مصر لم يعد اليوم مسألة مصرية بريطانية خالصة. فنحن دولة عليها مسئوليات فى الشرق الأوسط بالنيابة عن باقى دول الكومنولث وحلفاء الغرب أجمعين).

ثم جاء فيه:

        (نحن نريد تنظيم علاقاتنا على أساس جديد بالكلية. فإذا رفضت مصر هذه الدعوة. فلا يمكننا أن نسمح لهذا التصرف من جانبها بأن يمس قيامنا بالتزاماتنا الدولية).

<1>