إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (28) كتاب رئيس مجلس الوزراء إلى السفير البريطاني في 26/8/1951
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 687 - 688"

          أما عن وحدة مصر والسودان. فقد تبين من الاجتماعات الثلاثة التى عقدت بينكم وبين وزير الخارجية المصرية فى 6 و13 و 26 يوليو 1951 مبلغ عمق الهوة التى تفصل، بين الحكومتين فى هذا الشأن. لا لأن مصر تريد أن تفرض على السودانيين دون استشارتهم نوع العلاقة التى تربط مصر بالسودان كما ورد بمذكرتكم. ولكن لأن الحكومة البريطانية ترفض بعناد الاعتراف بالحق والنزول على مقتضيات الواقع التاريخى والجغرافى وعلى مشيئة الأغلبية الساحقة من أهل السودان التى تعددت شواهدها كما أوضحه وزير الخارجية المصرية لكم، وللمغفور له المستر بيفن فى مناسبات كثيرة.

          ثالثا - من الواضح أنه لا يمكن المضى فى المحادثات إلى غير نهاية وقد سبق للحكومة المصرية أن بينت لكم ذلك فى مفكرتها المحررة فى 6 يوليو سنة 1951 أى منذ أكثر من شهر فقد جاء فى هذه المفكره ما يلى:

          "والحكومة الملكية المصرية تجد نفسها مضطرة لأن توجه التفات حكومة جلالة الملك فى المملكة المتحدة إلى تعذر الاستمرار - إلى غير حد - فى المحادثات الجارية بين الطرفين منذ شهر يوليو 1950 فقد استغرقت هذه المحادثات حتى الآن (6 يوليو الماضى) أكثر من عام دون أن تلوح بارقة أمل فى الوصول إلى الاتفاق المنشود. بل إن هذه المحادثات ليست إلا حلقة أخيرة من سلسلة المحاولات التى بذلتها مصر دون طائل، منذ وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها. لإقناع بريطانيا العظمى بضرورة احترام حقوق مصر، وكف العدوان على سيادتها ووحدة أراضيها. وواضح أن حكومة جلالة الملك فى المملكة المتحدة لا تخسر شيئا من هذه المطاولة؛ أما الحكومة الملكية المصرية فقد أصبح من المستحيل عليها وعلى الرأى العام المصرى قبول استمرار هذه الحالة فترة أخرى".

          رابعا - من هذا كله ترون أن الحكومة المصرية لم تجانب الصواب حين اعتبرت خطاب سعادة المستر موريسون إغلاقا لباب المحادثات.

          وتفضلوا سعادتكم بقبول فائق الاحترام،

 

 

(إمضاء) مصطفى النحاس

26 أغسطس 1951


<2>