إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



إلى ضباط الجيش1  

         اجتمعت كلمتنا على مطالب عادلة لا مغالاة فيها ولا إسراف، وأُرسلت هذه المطالب إلى الجهات المختصة منذ شهور ونشرتها جميع الجرائد المختلفة فكانت محل تأييد وتحبيذ من الجميع.
وعقد النادي اجتماعاً ضم شمل عدد كبير وقد حضره الوزير عندما علم به ووعد أنه سيجيب المطالب ورغم أنها قد أُرسلت إليه من شهور فقد آثرنا أن نوصلها ليده وأمام الجميع.
فقام بذلك اللواء عثمان باشا المهدي واتفق الجمع الحاشد على أن الموعد ينتهي في (15 فبراير) هو أقصى ما يسمح به الصبر وأطول ما يتسع له الموعد...

ونحن ما زلنا في انتظار ذلك الوعد لنرى وفاء الوعد ونتيجة العهد.
ولكن لما كانت مصلحة الجيش ورفعته هي رائدنا الأول ووحينا الأكبر كان لزاماً على جبهة الضباط أن توضح لكم أنه قد يغرق الجيش في طوفان من التضليل لصرف أنظارنا عن مطالبنا الرئيسية الأساسية التي لا نقبل بأقل منها بديلاً. فقد علمنا أنه قد تصدر نشرة تشمل ترقيات كثيرة، وليس في هذا تحقيق أي مطلب من مطالبنا.
         وقد يقال إن الجيش في طريقه إلى الاتساع ولكن نحن نتكلم عن الوقت الحاضر عن المستوى المادي والأدبي للرتبة ذاتها وليس لأشخاصها.
         وقد تُتّبع سياسة الوعود من جديد وهي سياسة تنفع مع الجميع إلاّ رجال الجيش الذين لا يثقون في وعود لا تُصحب بأعمالٍ.
         وقد تعمل محاولة لتفرقة طوائف الجيش من بعضها فيحققون بعض مطالب الضباط على حساب الجنود أو العكس وهي محاولة فاشلة إذ أننا نشعر مدى ما يعانيه الجنود من شظف وبؤس وإلى أي مدى ينعكس ذلك على أعمالهم وتفكيرهم وروحهم المعنوية.

أيها الضباط اتحدوا... واحذروا عوامل التفرقة

واجتمعوا جميعا بالنادي في ( 15 فبراير ) لإملاء كلمتكم.

جبهة الضباط



1 أوراق السفير جمال منصور، أحد المنشورات السرية التي كان الضباط الأحرار يكتبونها ويوزعونها.

<1>