إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



قاوموا الطغيان.. ودافعوا عن الشعب1

         تنحدر الحياة السياسية في مصر نحو ديكتاتورية باغية تعتمد على الأحكام العرفية لتضغط على الشعب وتخنق حريته وتثير الفرقة في صفوفه وتلوي عنقه عن الاستعمار عدونا الأول.

وتظهر سمة هذه الديكتاتورية في وضع سلطات الجيش والبوليس والسجون في يد الدكتاتور المدلل "مرتضى المراغي" - وقد رفض رئيس الوزراء تحديد موعد تنتهي فيه الأحكام العرفية بعد أن حدد مدتها "علي ماهر" بشهرين وإذا كنا نفترض اليوم بأنه لن يوجد في الجيش خائن واحد للوطن والشعب يقبل أن يصرع برصاصه أفراد شعبنا المناضل من أجل الحرية وإذا كنا نؤمن كذلك بأن حريق القاهرة هو تدبير صريح من الاستعمار وأذنابه فيجب أن نتساءل أي دور نلعبه منذ 26 يناير حتى الآن؟!

         ولن يعيبنا الجواب حين نقول أننا نلعب دور الأداة التي تكبت الشعب وترهبه وتحول بينه وبين الانطلاق نحو أئمة الاستعمار كفاحاً مسلحاً وأن هذه الأداة تحركها أيد خائنة مجرمة طالما كشفنا دورها الحقير في المعركة الوطنية حتى تبدت خطواتها منعزلة عن الشعب لأنها أقرب إلى الاستعمار منها إلينا نحن أبناء مصر المخلصون.

         واليوم هل نقبل أن نظل أداة ضغط وإرهاب وأن نستمر في لعب ذلك الدور البوليسي القذر الذي يضع بين الشعب هوة يجب أن تزول وفرقة يجب أن تتحطم لأنه لن يستفيد منها سوى المستعمر. إن الوطنية التي تملأ قلوبنا تحتم علينا أن نقاوم الطغيان وندافع عن الشعب بأن نعلن رفضنا للأحكام العرفية والإرهاب البوليسي الذي نقوم به - ووحدتنا الفكرية في ذلك هي الضمان الأكيد للتنفيذ الإيجابي برفضنا الحازم أن نكون قوات للطوارئ تحجب عن الشعب حريته. إننا ننادي أعطوا الشعب حريته قبل أن يفيض بنا الكيل فنجبركم على احترام حرية الشعب بل وتقديسها.

أيها الضباط الأحرار: إن بقاء هذا الوضع الإرهابي خيانة للشعب وللجيش - فإن الشعب لا يعيش إلا في ظل الحرية والجيش لا يعيش إلا ليدافع عن الشعب - واليوم فقد الشعب والجيش واجبهما في الحياة وعليكم أنتم الدور في تخليص الوطن من الخونة المجرمين أعوان الاستعمار.


1 أوراق اللواء مصطفى عبد المجيد نصير، أحد الضباط الأحرار، من منشورات الضباط الأحرار.

<1>