إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



خطاب مفتوح 1
إلى حضرة صاحب السعادة رئيس أركانحرب الجيش وياور جلالة الملك

        يا صاحب السعادة - الآن وقد جبتم أوروبا وأمريكا أو بمعنى آخر معظم بلاد العالم المتمدينة رأيتم بأعينكم ما عليه جيوش تلكم البلدان من حسن القيادة والتدريب والتسليح والتنظيم ولمستم ما لهذه الجيوش من تأثير في مركز الدولة سواء في الداخل أو في الخارج - وإننا لنرجو أن يكون الأثر الذي في نفسك مما شاهدته ولمسته عن كثب هو أن تهيأ لجيش مصر أن يقوم بما عليه من تبعات هي في الواقع أجسم مما على جيوش أمريكا وإنجلترا وفرنسا.

        يا صاحب السعادة.. ما كان لنا أن نتهم شخصاً ما بأية تهمة كانت سواء تهمة التقصير أوالإهمال عن عمد إلا بعد أن نقنع أنفسنا أننا أبلغناه ما يجب وما لا يجب وما يأخذ وما يدع ثم نرى النتيجة.

إنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا.

        يا صاحب السعادة.. إن جيش مصر في حالة لا يمكن أن توصف بأقل من أنها في فوضى فلا تنظيم ولا تسليح ولا تدريب ولا قيادة ولا ضبط ولا ربط. إذ شغل الجيش بكل شيء إلا عمله الأساسي فتراه في الأفراح والمآتم - وتراه يعمل لجميع الوزارات في غير ما داع اللهم إلا جهل طالب العمل وملبي النداء وليس المجال الآن مجالاً للتفصيل.

        إن الأنوار الكاشفة لتكشف الآن لكل ذي بصيرة عمّا وصل إليه الجيش من فوضى - هذه حالة أجملناها - أما ما نريده فهو يحتاج لمجلدات ولكنا نختصره في الآتي:

أولاً:

التجنيد الإجباري وأن يكون التصديق عليه هذا العام وألاّ يكون المرسوم الصادر بعرضه للتخدير.

ثانياً:

تنفيذ تشكيل الفرقة التي وُضع تصميمها ورُفع للجهات المختصة سواء صُدِّق على الطلبات المالية أو لم يصدق وأنت خير من يفهم هذا الكلام.

ثالثاً:

وضع سياسة ثابتة للوصول بالجيش إلى العدد المطلوب في خمس سنوات وأن يبدأ التنفيذ يناير 1948.

رابعاً:

أن يقوم الجيش بالتدريب ولا يلبي أي طلب إلا إذا لم يكن هناك مناص من ذلك. كحالات الثورة الفعلية وعجز البوليس عن قمعها.


1 أوراق السفير جمال منصور، من الضباط الأحرار، أحد المنشورات السرية التي كان تنظيم الجيش يقوم بطباعته وتوزيعه.

<1>